بدء المائدة المستديرة لمبادرة “أهل السودان” وسط مقاطعة الحرية والتغيير
الخرطوم – صقر الجديان
بدأ في الخرطوم السبت، مؤتمر المائدة المستديرة لمبادرة “أهل السودان” التي يرعاها رجل الدين الطيب الجِد ود بدر، في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي يعاني منها السودان وسط مقاطعة واسعة من لجان المقاومة والحزب الشيوعي و تحالف الحرية والتغيير بشقيه في المجلس المركزي والتوافق الوطني.
وكان الطيب الجد وهو زعيم ديني معروف أطلق مبادرة للتوافق بين القوى السياسية لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية وانخرط في اجتماعات مكثفة ولقاءات شملت السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى السودان لحثهم على دعم جهوده.
وتحظى المبادرة بتأييد المكون العسكري وقادة الجماعات والقبائل والعشائر المتحالفة معه علاوة على دعم قوى من أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير وحلفائه.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي عقد في قاعة الصداقة السبت، قيادات كانت جزءا من نظام الرئيس المعزول عمر البشير أبرزهم رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، ورئيس حزب التحرير والعدالة القومي التجاني سيسي وقيادات بالحزب الاتحادي الأصل فضلا عن وزير الصحة الأسبق بحر أبو قردة ووزير الداخلية والإعلام الأسبق أحمد بلال عثمان بالإضافة إلى لرجال دين وقادة أهليين أبرزهم ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك، وزعيم مجلس الصحوة موسى هلال والمساعد السابق للبشير موسى محمد أحمد علاوة على ممثلين للشباب والمرأة وكوادر شبابية تتبع لحزب المؤتمر الوطني المحلول.
كما شهدت الجلسة حضورا لعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم بينهم سفراء مصر والسعودية وممثلي الاتحاد الافريقي وايقاد.
وصاحبت الجلسة هتافات مناوئة لما أسموه التدخل الأجنبي في الشأن السوداني في إشارة إلى مبادرة البعثة الأممية لدعم الانتقال “يونيتامس” وهتافات أخرى مؤيدة للجيش.
وقال راعي المبادرة الطيب الجد لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السبت، إن مبادرة “أهل السودان” هي نتاج لجهد 40 مبادرة مطروحة في الساحة السياسية تسعى لإيجاد حل للأزمة الراهنة بمشاركة نحو 120 حزب.
وأوضح أن من التقاهم أثناء المشاورات التمهيدية أكدوا ضرورة وقف نزيف الدم والتسامح والتجاوز مبيناً بأن حكومة الانتقال المقبلة يجب أن تركز على وقف تدهور الاقتصاد وتحقيق الأمن والطمأنينة للمجتمع.
وأفاد بأن المحادثات التي أجراها مع القوى السياسية أجمعت الآراء فيها على أن العلاقة بين الشعب والقوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى ليست محل خصومة أو صراعاً بل من واجبات الوطنية.
وأضاف ” عبرة ما نرى من حولنا من حالة الشعوب التي أنهكتها دوامة الحروب والنزاعات بسبب ضعف وتمزق جيوشها، كل ذلك يدعوننا جميعاً وبدون مزايدات أن نلتف حول جيشنا وقواتنا النظامية دعماً ومناصرة والتحاماً، حتى نضمن الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه في ظل الأطماع والمهددات الخطيرة التي تحيط ببلادنا”.
وأردف “الشعب والجيش حماة التحول والتغيير المنشود، وعماد وجود ووحدة وأمان وطننا الذي نحب”.
ودعا رجل الدين لسيادة حكم القانون دون تسييس أو تدخل من أي جهة وحث على استقلالية القضاء والنيابة وإقامة العدل وبسط الحريات.
كما حذر من انفلات الأوضاع الأمنية في البلاد ما لم تفرض الدولة هيبتها على الجميع مطالباً بضرورة المحافظة على اتفاقية جوبا واستكمال السلام في جنوب كردفان ودارفور لوضع حد للنزاعات والصراعات القبلية.
وطالب أصدقاء السودان مساعدة الشعب السوداني على تجاوز المرحلة الانتقالية والوصول إلى تراضي بين الجيش والقوى السياسية وصولاً إلى الانتخابات”.
وأضاف ” أن شعب السودان يتطلع إلى دعمكم لإنجاز الانتخابات لتحقيق الشرعية والاستقرار.. والشرعية الحقة لا تأتي إلا عبر تفويض شعبي من خلال انتخابات ديمقراطية تعددية يختار فيها الشعب قيادته بحرية وفق المعايير والضمانات المعروفة دولياً”.
وأكد أن نداء أهل السودان للوفاق وجد استجابة من قطاعات عريضة مشيراً إلى أنهم قدموا الدعوة لكل الكيانات السياسية والمجتمعية دون استثناء.
وقال موجها حديثه لرافضي الملتقى ” الرجاء لا ينقطع أن يلحق بدعوة الوفاق الذين لم يتمكنوا من الحضور حتى وإن تحفظوا أو عارضوا المبادرة ليس بيننا وبينهم إلا المودة في الوطن واحترام حقهم في الاختلاف”.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين قضايا الاقتصاد ومعاش الناس والسياسات الخارجية والسلام والعدالة وتعيين رئيس وزراء لتشكيل حكومة انتقالية جديدة تمهد لإجراء انتخابات في نهاية عمر الانتقال المحدد بنحو عام ونصف وفقاً لنص المبادرة.
مفترق طرق
وقال التجاني سيسي الذي يرأس أيضا تحالف نهضة السودان، مخاطبا الجلسة الافتتاحية إن السودان يواجه تحديات وهو عند مفترق طرق، يواجه انقسامات حادة “سياسية ومجمعية وجهوية” بجانب تحديات خارجية وتدخلات كثيرة كما أنه
وأضاف قائلاً “اذا أردنا مصلحة هذا الوطن علينا أن نلتقي في رحاب هذه المبادرة للعبور بهذه الفترة الانتقالية إلى انتخابات حرة ونزيهة، والديمقراطية لا تأتي إلا عبر صناديق الاقتراع”.
وشكر الشيخ الطيب الجد الذي عمد إلى جمع كل ألوان الطيف السياسي السوداني “إلا القلة الذين يسعون لإقصاء أهل السودان” قائلا لهم مرحبا بكم ونحن لا نريد أن نقصي احد”.
بدوره قال مبارك الفاضل إن مبادرة نداء آهل السودان أتاحت الفرصة للخروج بالشأن الوطني من الغرف المغلقة التي سيطر عليها النشطاء، واحزاب الصفوة وخرجت إلى الشارع السوداني وأشركت كل قطاعات الشعب في الشأن الوطني للخروج من هذا المأزق السياسي، والعبور الى تحقيق انتخابات حرة نزيهة للوصول لحكومة منتخبة.
وترفض قوى إعلان الحرية والتغيير والحزب الشيوعي السوداني ولجان المقاومة المحرك الفعلي للاحتجاجات مبادرة الطيب بينما تتباين حيالها أراء الحرية والتغيير – التوافق الوطني.