بدعوات المحبين.. الفنانة السودانية منى مجدي تتحدى السرطان
الخرطوم – صقر الجديان
“انضممت لكثير من المصابات بسرطان الثدي”.. بهذه الكلمات أعلنت الفنانة السودانية منى مجدي إصابتها بالسرطان، لتخلق موجة كبيرة من التعاطف.
وقالت الفنانة السودانية إنها تقبلت ذلك الابتلاء، داعية كافة النساء للكشف المبكر على السرطان، عبر صفحتها على فيسبوك، السبت الماضي.
وتفاعل مع منشور منى قطاع كبير من جمهورها، ممن تأثروا بكلماتها، متمنين لها الشفاء والمعافاة منذ ذلك المرض في أسرع وقت بعد رحلة العلاج التي بدأتها.
كما تفاعل معها عدد من الفنانين في السودان، ومنهم المخرج الطيب الصديق، وهو مقرب من الفنانة السودانية.
وقال إنه تعرف عليها وهي ما تزال طالبة في قسم الصوت بينما كان يدرس هو في قسم الدراما بكلية الموسيقى والدراما، مضيفا في تصريحات نقلتها صحيفة “العين الإخبارية”: “كانت شخصية ملفتة بإنسانيتها وتواضعها، وتتعامل مع الجميع بلطف، وكانت ممتلئة بالحيوية والنشاط”.
ولفت الطيب إلى أن منى بدأت تجربتها الفنية في ظهور لكورال الموسيقى في النسخة الثانية له: “وكانت تشجع الجميع، وتخلق روابط بين الشباب في الكورال والمشرفين عليه، وحافظت على شخصيتها المحببة حتى بعدما صارت فنانة كبيرة”.
بحسب الصديق فإنه بالإضافة للصافي مهدي، ونادر عثمان، ورانيا، وهاني، ممن شاركوا في تلك التجربة، كانوا يلاحظون تقديم منى المساعدات للمحتاجين حتى في أحلك ظروفها، وهذا شيء لم يتغير فيها بعد نجوميتها الكبيرة.
فيما اعتبر الناقد الفني السوداني علي أبو عركي، أن منى مجدي، استطاعت خلق وضع مختلف لنفسها، بشكل يختلف عن الآخرين، في ساحة الغناء بشكل عام، والفن الشبابي النسوي بوجه خاص.
وقال عركي إن منى تعتبر الفن قضية وهوية، وطالما حرصت على حضور المناسبات القومية، وكانت إحدى محاربات النظام البائد.
ولنشأتها في أسرة حقوقية، لها باع طويل في محاربة الظلم، وهي ابنة المناضل مجدي سليم الذي كان معروفا بوجهات نظر مختلفة تجاه القضايا السودانية، فإن منى وبحسب عركي كانت متأثرة بذلك.
واعتبر عركي غناء منى مختلفا عن السائد، ما سلط الأضواء عليها، من الجماهير والمهتمين بالفن السوداني بشكل عام، معبرا عن حزنه لما أصابها، ومعتبرا أنها أعطت درسا بضرورة الإيمان بالقدر، مؤكدا وجود إسهامات عديدة لها في العمل الخيري، ومتمنيا لها الشفاء العاجل.
ووصف الفنان الشاب خالد محمد الحسن، مني مجدي، بـ”الإنسانة قبل الفنانة”، قائلا إن المرض لا يفرق بين طفل وشيخ، أو أسود وأبيض، ولا يعرف الإقصاء.
وشدد على ضرورة العمل بنصيحة منى بالكشف المبكر عن السرطان.
وقال خالد إنه وبحكم معرفته بالفنانة السودانية، فإنها قوية، وتبدى ذلك في إعلان إصابتها بالمرض الخبيث: “من النادر أن تجد امرأة تتحدث عن مصابها بشكل علني، هذا يستحق الإشادة والاحترام. الغالبية يتعاملون مع هذا المرض بمنتهى السرية، الأمر الذي يقلل من فرص تعافيهم”.