“برلين السينمائي” يواجه كورونا.. اختبار للسينما الأوروبية
ينطلق مهرجان برلين السينمائي، الإثنين، افتراضيا، في أول حدث سينمائي أوروبي خلال العام مع 15 فيلما وسط غياب النجوم والسجادة الحمراء والعروض في القاعات المغلقة، في مؤشر إلى التخبط الذي يعانيه القطاع الثقافي بسبب الجائحة.
وتزخر المسابقة الرسمية هذا العام بأعمال سينما المؤلف، مع 12 فيلما أول، لكنها تسجل غيابا للسينما الأمريكية أو الإنتاجات الضخمة بسبب تبعات الجائحة.
ويتنافس 12 مخرجا و6 مخرجات لخلافة الإيراني محمد رسولوف الفائز العام الماضي بجائزة الدب الذهبي، التي تُسلم، الجمعة، نتيجة اقتصار فعاليات المهرجان هذا العام على 5 أيام بدل 10. ولن يكون للجنة التحكيم المؤلفة هذا العام من 6 فائزين سابقين بجائزة الدب الذهبي، استثنائيا أي رئيس عام.
وللمرة الأولى أيضا، يمنح المهرجان جائزة أفضل أداء من دون تحديد الجنس، في خطوة فريدة في المهرجانات العالمية الكبرى، بدلا من جائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة.
وبسبب الجائحة، ستقام النسخة الـ71 من مهرجان برلين على مرحلتين، إذ أرجئت العروض المخصصة للجمهور إلى الفترة الممتدة بين 9 يونيو/حزيران و20 من الشهر نفسه.
منافسة محتدمة
من بين الفرنسيين المشاركين في المنافسة، تقدم سيلين سكياما فيلمها “بوتيت مامان” (الأم الصغيرة) وهي قصة فتاة تختفي والدتها وتجد ضالتها في الغابات.
كما يقدم كزافييه بوفوا فيلمه “ألباتروس”، والذي يؤدي فيه جيريمي رينييه دور قائد في الدرك الفرنسي تتبدل حياته بعد قتله رجلا خلال محاولة ثنيه عن الانتحار.
ومن الجانب الألماني، يشارك في المنافسة فيلم “إيش بين دين مينش” لماريا شرادر التي نالت جائزة “إيمي” العام الماضي عن مسلسلها الناجح “أنأورثوذوكس” عبر “نتفليكس”.
والفيلم الجديد هو عمل رومنسي عن روبوت يؤدي دوره دان ستيفنز (“داونتاون آبي”).
كذلك يشارك في المنافسة الممثل الألماني دانيال برول، الذي أصبح نجما عالميا العام الماضي بفضل فيلم “جودباي لينين”، لكن هذه المرة عن أول أعماله إخراجياً عبر فيلم “نيبينان” بشأن تحسين المستوى الاجتماعي في برلين.
ويعود الروماني رادو جود الحائز جائزة الدب الفضي في 2015 عن فيلمه “أفيريم”، إلى المسابقة مع “باد لاك بانجينج أور لوني بورن” عن مدرّسة ينتشر لها فيلم جنسي عبر الإنترنت.
وعلى هامش المسابقة، يقدم المهرجان الألماني أيضا في عرض عالمي أول وثائقيا من إنتاج “إتش بي أو” عن تينا تورنر، للمخرجين دان ليندسي وتي. جي. مارتن.
خوف وضبابية
وقد أخرجت الأفلام كلياً أو جزئيا خلال الجائحة، بحسب المدير الفني للمهرجان كارلو شاتريان.
وقال شاتريان: “معظم الأفلام تقدم العالم الجديد الذي نعيش فيه، لكن تحمل كلها في طياتها الطابع الضبابي للوقت الحالي كما تعكس شعور الخوف السائد في كل مكان”.
وكان مهرجان برلين الذي انطلق العام 1951، الحدث السينمائي الأوروبي الكبير الوحيد الذي أقيم بصورة طبيعية السنة الماضية قبل تدابير الإغلاق وإقفال دور العرض.
ومذاك، تسببت الجائحة بإلغاء أو إرجاء المواعيد السينمائية في العالم أجمع. ومن أبرز هذه الأحداث، اضطر منظمو مهرجان كان السينمائي الذي يقام اعتياديا في مايو/أيار، إلى إلغاء الحدث العام الماضي فيما بات مقررا إقامة نسخة 2021 في يوليو/تموز.
لكن على ضوء الوضع الصحي، قد يرجأ المهرجان مجددا إلى الخريف المقبل الذي يبدو زاخرا بالأحداث المقررة، خصوصا مع مهرجاني البندقية وسان سيباستيان.
وعلى غرار مهرجان برلين، آثرت أحداث سينمائية كبرى أخرى تنظيم فعالياتها افتراضيا، بينها مهرجان ساندانس، أحد أبرز الأحداث المخصصة للسينما المستقلة في الولايات المتحدة.