برنامج الأغذية: انخفاض الوصول إلى الجوعى في السودان خلال يونيو
وكالات – صقر الجديان
كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الاثنين، عن انخفاض وصول المساعدات إلى السودانيين في يونيو السابق مقارنة بالشهر الذي سبقه.
ويحتاج 30.4 مليون سوداني ــ 64% من السكان ــ نصفهم من الأطفال، إلى مساعدات إنسانية هذا العام، حيث كانت الأمم المتحدة تخطط لمساعدة قرابة 21 مليونًا منهم قبل أن تقلص العدد إلى 17.3 مليون شخص بسبب نقص التمويل.
وقال البرنامج، في تقرير عن الوضع في السودان، إنه “قدّم في يونيو مساعدات إلى 3.6 مليون شخص، بينهم 1.6 مليون فرد في مناطق المجاعة أو المعرّضة لها، مقارنة بـ 5.1 مليون شخص تم الوصول إليهم في مايو”.
وأوضح أنه ساعد 1.6 مليون شخص في إقليم دارفور، و695 ألف فرد في الخرطوم والجزيرة، و175 ألف شخص في ولايات كردفان، فيما البقية في بقية مناطق السودان.
وأرجع البرنامج تدني الوصول الإنساني في يونيو إلى تقليص خطط التوزيع بسبب نقص التمويل، وانخفاض تصاريح مفوضية العون الإنساني، وتصاعد النزاع في كردفان، وبداية هطول الأمطار الذي حدّ من القدرة التشغيلية.
وأشار إلى أنه قدّم دعماً غذائياً لتجنّب وعلاج سوء التغذية لقرابة 236 ألف شخص، ووجبات مدرسية لنحو 11 ألف طالب.
وأفاد بأنه يسعى إلى معالجة قيود الوصول وتأخير تصاريح التخليص الجمركي للسلع مع السلطات والشركاء.
ويحاول برنامج الأغذية العالمي استقطاب تمويل يصل إلى 646 مليون دولار لاستمرار تقديم الاحتياجات الإنسانية في السودان خلال الفترة من أغسطس إلى يناير المقبل.
دعم حيوي
قال برنامج الأغذية إنه وصل إلى 84 ألف شخص عبر أنشطة استجابة الصمود “ثبات” في يونيو، كما قدّم منحاً نقدية إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ويعمل برنامج “ثبات” على تقديم مدخلات زراعية تشمل الخضروات، وبذور الذرة الرفيعة، وشتول الفواكه، والأسمدة، وخدمات تحضير الأراضي لصغار المزارعين، بتمويل من البنك الدولي.
وخصّص التمويل لدعم 80 ألف مزارع صغير، و80 مؤسسة صغيرة، و16 جمعية تعاونية تعمل في سلاسل القمح والذرة.
وأفاد التقرير بأن برنامج الأغذية أطلق المرحلة الثانية من مشروع القمح الطارئ، بتمويل من البنك الإفريقي للتنمية، لدعم إنتاج القمح خلال مواسم الشتاء في ولايات الجزيرة والشمالية ونهر النيل ومشروع حلفا الجديدة، على أن تستمر المرحلة حتى 2028.
وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع نجحت في توزيع 17 ألف طن متري من بذور القمح، و42 ألف طن من الأسمدة، إلى 303 آلاف مزارع صغير.
وأعلن عن إطلاق برنامج تعزيز سلسلة قيمة القمح، بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، لدعم إنتاج المحصول من خلال مساعدة مباشرة للمزارعين في الولايات والمشاريع الزراعية خلال موسم شتاء 2025/2026.
توسيع نطاق التخزين
قال البرنامج إنه وسّع التحويلات النقدية إلى سكان الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث لا يزال يوجد في المدينة 300 ألف مدني محاصر.
وكشف عن تقديم تحويلات نقدية إلى 256 ألف شخص في الفاشر في يونيو السابق، مشيراً إلى أنه وضع مخزونات غذائية مسبقة التموضع لإيصالها إلى المدينة رغم استمرار القيود.
وأعلن والي شمال دارفور، الحافظ بخيت، الأحد، انهيار الوضع المعيشي في الفاشر بعد انعدام معظم السلع الغذائية، بما في ذلك الدخن الذي يُعد الغذاء الرئيسي للسكان، وقرب نفاد الأمباز الذي اعتمد عليه الأهالي كغذاء رئيسي رغم أنه علف للحيوانات.
وتنشر قوات الدعم السريع مئات المقاتلين في الطرق المؤدية إلى العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، لمنع وصول السلع والإغاثة والأدوية إلى المدينة التي شُيّدت حولها خنادق عميقة لتشديد الحصار المفروض منذ أبريل 2024.
وكشف البرنامج عن افتتاح مراكز تخزين بسعة 1.645 متر مكعب من الإمدادات الإنسانية في نيالا بجنوب دارفور، ومراكز أخرى في طويلة بشمال دارفور بسعة 320 متر مكعب من الإمدادات.
وأعلن عن عزمه فتح مراكز تخزين في الجنينة بغرب دارفور.
يُعاني إقليم دارفور، الذي تخضع معظم مناطقه لسيطرة قوات الدعم السريع، من أزمة إنسانية مروّعة، حيث أظهرت بيانات نُشرت في 12 يوليو الجاري ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 46%.
وتجاوزت نسبة سوء التغذية الحاد المستويات الحرجة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية في دارفور، مما يعني أن الإقليم على شفا كارثة حال عدم تداركها بسرعة.