أخبار السياسة المحلية

برنامج الغذاء العالمي يطالب بهدنة عاجلة في السودان لمواجهة أسوأ أزمة جوع عالمية

دارفور – صقر الجديان

طالب برنامج الغذاء العالمي، الخميس، بضرورة إقرار هدنة إنسانية ووقف العمليات القتالية في السودان لإيصال المساعدات الإنسانية للذين يتضورون جوعًا في كل من كردفان ودارفور.

ويواجه السودان أسوأ أزمة جوع في العالم خلفها النزاع القائم، حيث يحتاج نحو 25 مليون شخص – أي نصف السكان – إلى مساعدات غذائية عاجلة، بينهم حوالي 2 مليون شخص يواجهون أوضاعًا بالغة الخطورة.

وقالت رئيس قسم التواصل في برنامج الغذاء العالمي ليني كنزلي لـ”سودان تربيون”: “نؤكد على الحاجة الماسة إلى هدنة إنسانية وضمان وصول غير مقيد للمساعدات من أجل تكثيف الاستجابة ومنع وقوع المزيد من الوفيات”.

ولفتت الى أن التقديرات تشير إلى معاناة أكثر من 3.6 مليون طفل دون الخامسة، بالإضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات، من سوء التغذية الحاد في مختلف أنحاء السودان.

وذكرت أنها تلقت تقارير تفيد بوفاة أشخاص بسبب الجوع في بعض المناطق الأكثر تضررًا مثل الفاشر بولاية شمال دارفور وكادقلي في جنوب كردفان.

وأفادت كنزلي أن المواطنين في المنطقتين يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية نتيجة الحصار وغياب المساعدات المنتظمة، مع تقارير مقلقة تفيد بلجوء بعض الأسر إلى استهلاك “الأمباز”، وهو مخلفات الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منه، للبقاء على قيد الحياة.

وتتعرض مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 لحصار خانق فرضته قوات الدعم السريع ضمن مساعيها للسيطرة على المدينة الوحيدة في إقليم دارفور ما زال الجيش يحتفظ بوجوده فيها.

وخلف هذا الحصار، والهجمات الجوية والبرية التي تتعرض لها عاصمة شمال دارفور، أزمة معيشية غير مسبوقة ناجمة عن منع قوات الدعم السريع إيصال الغذاء والدواء للعالقين.

وفي جنوب كردفان ترزح مدن كادقلي والدلنج تحت حصار متطاول فرضته خارطة السيطرة لأطراف النزاع في المنطقة، وهي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو.

وفي سياق آخر، أدانت كنزلي بشدة الهجوم الذي تعرضت له قافلة مساعدات إنسانية بواسطة طائرة مسيّرة في مدينة مليط بولاية شمال دارفور.

وشددت على أن العاملين الإنسانيين والمساعدات الإنسانية لا يجوز أن يكونوا هدفًا، ودعت إلى إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء.

وفي 20 أغسطس الجاري، هاجمت طائرة مسيّرة قافلة مساعدات إنسانية في بلدة مليط بولاية شمال دارفور مكوّنة من 16 شاحنة، دُمّرت ثلاث منها، وهي حادثة نددت بها منظمات أممية.

وأكدت كنزلي أنه رغم الحادثة فإن برنامج الغذاء العالمي يدعم حاليًا نحو 4 ملايين شخص شهريًا، ومستعد للتوسع أكثر في حال توفر الموارد.

وكشفت عن تمكن البرنامج من إدخال قوافل عبر معبر الطينة بولاية شمال دارفور حملت مساعدات غذائية لما يقارب 90,000 شخص نزحوا من الفاشر إلى أم برو وكرنوي وكتم والمالحة، وهي مساعدات تكفيهم لمدة شهر واحد.

وبشأن الوضع في الخرطوم، قالت كنزلي إن مئات الآلاف من الأسر في حاجة إلى الدعم، ونوهت إلى أن برنامج الغذاء العالمي يبذل كل ما بوسعه لدعم سكان الخرطوم وهم يحاولون التعافي وإعادة بناء حياتهم بعد أكثر من عامين من الحرب.

وألمحت المتحدثة إلى احتمال اضطرار البرنامج لإيقاف بعض الأنشطة مثل المطابخ المجتمعية أو الدعم النقدي نتيجة نقص التمويل، وأبدت مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم المعاناة.

ويقول برنامج الغذاء العالمي إنه يحتاج بشكل عاجل إلى نحو 645 مليون دولار لضمان استمرار عملياته في السودان خلال الأشهر الستة المقبلة، ومن دون هذا التمويل سيضطر البرنامج إلى تقليص دعمه برغم الحاجة إلى توسيع نطاق الدعم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى