صحة وجمال

بضعة مرضى “كوفيد-19” يواجهون أعراضا ذهانية شديدة بعد أسابيع من الإصابة

 

تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن فيروس كورونا يتسبب في نوبات ذهانية شديدة لدى بعض مرضى “كوفيد-19”.

وحدد العلماء العديد من الحالات المتطرفة للذهان الناجم عن “كوفيد-19″، بما في ذلك حالة مروعة لأم لأربعة أطفال في نيويورك قالت إنها استمرت في رؤية أطفالها يتعرضون للقتل الشنيع “مثل مشهد من فيلم اقتل بيل (Kill Bill)”.

وعانت امرأة بريطانية أخرى لم تذكر اسمها من الهلوسة، حيث رأت العاملين بالمستشفى على أنهم شياطين وأصبحت مقتنعة بأن أحد أفراد الأسرة قد تم استبداله بمحتال.

ويقول الخبراء إن مرضى كوفيد الذين لم يسبق لهم أن عانوا من مشاكل الصحة العقلية من قبل وليس لديهم تاريخ نفسي سابق يصابون بأعراض حادة بعد أسابيع من الإصابة بالفيروس.

ويعتقدون أن تأثيرات الفيروس المرتبطة بالدماغ قد تكون مرتبطة باستجابة الجهاز المناعي للجسم وربما بمشاكل الأوعية الدموية.

وقالت الدكتورة فيلما غاباي من كلية ألبرت أينشتاين للطب لصحيفة “نيويورك تايمز”: “بعض السموم العصبية التي تكون ردود فعل على تنشيط المناعة يمكن أن تذهب إلى الدماغ، من خلال الحاجز الدموي الدماغي، ويمكن أن تسبب هذا الضرر”.

ووفقا لخبراء مستشفى جامعة كوليدج لندن (UCLH)، تم إدخال المرأة البريطانية البالغة من العمر 55 عاما إلى المستشفى في الأصل بسبب الحمى والسعال وضيق التنفس وفقدان حاستي الشم والتذوق وأعراض “كوفيد-19” النموذجية الأخرى.

وعقب إعطائها الأكسجين والسوائل الوريدية، خرجت من المستشفى بعد يومين، كما يقول خبراء من مستشفى UCLH الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب.

ومع ذلك، بدأت تُظهر سلوكا غريبا وتم نقلها مرة أخرى إلى المستشفى بسيارة الإسعاف.

ويقول الباحثون في تقرير حالتهم: “كانت لديها هلوسات بصرية مزهرة للحيوانات حيث اعتقدت أن قطتها كانت أسدا ورأت القرود تقفز من حقيبة المسعفين”.

وعند دخولها إلى قسم الطوارئ، شعرت بالارتباك، ونسيت رمز الوصول إلى هاتفها، وقالت إنها “في الجنة”.

وكانت تعتقد أن طاقم التمريض كانوا “شياطين”، ويحاولون إيذاءها هي وأحد أفراد أسرتها، وأظهرت سلوكيات غريبة بما في ذلك غسل هاتفها في الحوض وغسل أسنانها بالماء والصابون بشكل متكرر.

ولم يكن لديها تاريخ من المرض العقلي ولم يكن هناك تاريخ عائلي للحالات العصبية أو النفسية.

وبعض الحالات المسجلة في الولايات المتحدة تشمل امرأة تبلغ من العمر 36 عاما من نورث كارولينا حاولت تمرير أطفالها عبر نافذة سيارة للوجبات السريعة خوفا من تعرضهم للاختطاف.

وكانت المرأة تعاني من أعراض تنفسية ولكن لوحظ أنها تعاني من “تغير حاد وسريع التدريج في سلوكها”، يتميز بالأوهام ونقص النوم.

وقال باحثون: “كانت أوهامها موجهة في المقام الأول إلى شريكها وركزت على سلامة أطفالها والشؤون المالية الشخصية”.

وربطت التقارير العلمية في وقت سابق من العام عدوى “كوفيد-19” بنوبات ذهانية. وفي أكتوبر الماضي، حددت دراسة إسبانية 10 مرضى مصابين بفيروس كورونا الجديد لديهم أعراض ذهانية وليس لديهم تاريخ سابق للذهان.

ومنذ انتشار جائحة “كوفيد-19” في جميع أنحاء العالم، دعا مسؤولو الصحة العامة إلى برامج صحة عقلية أفضل للذين يتعافون من المرض الفتاك. وكان التركيز دائما على التأثير العقلي الذي يمكن أن يحدثه المرض على الأشخاص الذين اضطروا إلى البقاء في عزلة لفترة طويلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى