أخبار السياسة المحلية

بعد عام كامل من التفاوض.. البرهان وحمدوك يشهدان اليوم توقيع اتفاق السلام بجوبا

جوبا – صقر الجديان

اليوم نشهد توقيع السلام بجوبا بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلح، فأخيرا انتصرت الإرادة وصوت الحق والتفاوض وقبول الآخر وإعلاء شأن التعايش السلمي وحق الوطن وقبله المواطن في العيش الكريم، كل ذلك اختصره عام كامل من المفاوضات في أرض جنوبنا الحبيب جنوب السودان في ضيافة كريمة ومساع حميدة وأخوة صادقة قادت لهذا الإنجاز التاريخي الذي سنشهده اليوم فشكرا سلفاكير وشكرا توت قلواك وشكرا ديو ماطوك وكل مساعديكم في لجنة الوساطة فردا فردا.

خلاصة الأمر أن الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح وقعوا أمس على ثلاثة بروتوكولات خاصة بالترتيبات الأمنية لمسار دارفور والقضايا السياسية بالنسبة لمنطقتي جنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق وكذا القضايا القومية.
كما وقع وفد الحكومة السودانية لمفاوضات السلام ووفود حركات الكفاح المسلح – مسار دارفور، الجمعة الماضية 7 بروتوكولات، شملت قضايا تقاسم السلطة والثروة والنازحين واللاجئين والرعاة والمزارعين والأرض والحواكير والعدالة والمساواة والمصالحة والتعويضات وجبر الضرر وتقاسيم الثروة.
وبذلك اكتملت حلقات التوقيع على بروتوكولات السلام تمهيدا للتوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة الاتفاق، اليوم الإثنين.
ومن أبرز نقاط الاتفاق على تكوين قوات مشتركة من الجيش والحركات المسلحة والشرطة والدعم السريع باسم (القوات الوطنية لحفظ السلام في دارفور) ومهمتها حفظ السلام في الإقليم ونزع السلاح من المدنيين، ويجوز لتلك القوات الحصول على دعم وتسهيلات من بعثة حفظ السلام الدولية.
كما ينص الاتفاق على دمج وتسريح قوات الحركات المسلحة في مدة 39 شهرياً ، كما ينص على معاملة شهداء الحركات كما يعامل شهداء الجيش .بجانب تشكيل لجنة لمتابعة المفقودين والأسرى والإصلاح التدريجي للقوات المسلحة..
وعلى الصعيد الرسمي سيشهد حفل توقيع الاتفاق الذي سيبدآ في الساعة الحادية عشرة صباحا، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس وفد التفاوض، ود. عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الى جانب وفود رسمية من الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا وألمانياو الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد ودول الجوار وممثلين لدولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والسفراء المعتمدين في جنوب السودان ..
وكان رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك قد عقد فور وصوله مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان صباح الأحد سلسلة من اللقاءات، تضمنت لقاء رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت ، ونائبه الأول د. رياك مشار ، كما التقى سيادته بالوفد السوداني المفاوض من مجلسي السيادة والوزراء.
و عبر رئيس الوزراء خلال لقائه رئيس جمهورية جنوب السودان عن شكر وتقدير شعب وحكومة السودان على الجهد الكبير الذي بذلته حكومة دولة جنوب السودان تجاه تحقيق السلام والأمن والإستقرار في السودان،
وأكد الطرفان أن مناخ السلام وفر فرصة طيبة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.
وثمن د. حمدوك الدور الكبير للوفد السوداني المفاوض وشكرهم على صبرهم وتفانيهم ودورهم الوطني الممتد حتى توقيع الإتفاقية.
وأوضح رئيس الوزراء أن هذه الإتفاقية التي سيجري التوقيع عليها بالأحرف الأولى غداً تعتبر بداية كبيرة للمضي قُدماً نحو تحقيق السلام الشامل والعادل، ودعا د. حمدوك الوفد الحكومي إلى الاستعداد للمرحلة الثانية من التفاوض التي ستجرى مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور بذات الروح التي بدأت وإنتهت بها هذه المرحلة من المفاوضات مع الجبهة الثورية وأطراف عملية السلام.
وأشار د.حمدوك إلى أنهم على وعي تام بالتحديات التي ستواجه عملية التطبيق، وأكد ضرورة أن تستمر روح الشراكة والتفاهم التي سادت بين حركات الكفاح المسلح والوفد الحكومي في عملية تطبيق الإتفاقية وتنزيلها للواقع حسب مصفوفة التنفيذ المتفق عليها.
وأكد سيادته في ختام اللقاء أن جميع منابر السلام السابقة لم تحقق ما تم إنجازه في منبر السلام بجوبا وذلك لأنه بحث الجذور الحقيقية لأسباب الصراع في السودان.
وأوضح رئيس لجنة الوساطة الجنوبية توت قلواك أنه لم يتبقى في مسيرة السلام الشامل في السودان سوى ملف الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو مشيرا إلى أن وفد الحركة مازال موجودا بجوبا وأن القيادة في دولة جنوب السودان ستواصل جهودها ومساعيها مع قيادة الحركة من أجل الوصول إلى إتفاق سلام شامل ودائم مع الحكومة السودانية.
ودعا في نفس الوقت حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور للإنضمام إلى ركب السلام وعبر توت عن شكره وتقديره لكل الوفود المتفاوضة وقياداتها لما بذلوه من جهود ونقاشات ومداولات مضنية وبناءة في كافة المسارات حتى تمكنوا من الوصول إلى إتفاق السلام. معربا عن سعادته البالغة لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في السودان،مؤكدا عزم وتصميم دولة جنوب السودان على متابعة تنفيذ هذا الإتفاق وذلك لارتباط أمن واستقرار الدولتين ببعضهما البعض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى