أخبار السياسة المحلية

بين أسف دولي ودعوات للحوار.. تباين ردود الفعل على استقالة حمدوك (تقرير إخباري)

أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، استعدادها لتسهيل حوار شامل يؤدي إلى حل الأزمة السياسية بالسودان

الخرطوم – صقر الجديان

تواصلت ردود الأفعال السودانية والدولية على إعلان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استقالته من منصبه مساء الأحد.

وتباينت ردود الأفعال بين الأسف على مغادرة حمدوك للمنصب وبين دعوات للحوار والاستفادة من الاستقالة في تجاوز الأزمة و خلق استقرار بالسودان.

والأحد، أعلن حمدوك، استقالته من منصبه على خلفية الأزمة السياسية بالبلاد، قائلا: “قررت تقديم استقالتي لأفسح المجال وأرد الأمانة للشعب”.

وجاءت استقالة حمدوك عقب ساعات قليلة من احتجاجات شهدتها العاصمة، الخرطوم، للمطالبة بـ”حكم مدني” سقط خلالها 3 قتلى وعدد من الجرحى وفق “لجنة أطباء السودان” (غير حكومية)، دون صدور إحصائية رسمية أو تعليق من السلطات بالخصوص.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.

واعتبر البرهان آنذاك، إجراءاته “خطوات تصحيحية لمسار الثورة السودانية وإخراج البلاد من أزماتها”، كما تعهد في تصريحات لاحقة، “بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بوقتها المحدد (بعد انتهاء الفترة الانتقالية)”.

ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تضمن عودة الأخير لمنصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، فإن قوى سياسية اعتبرت الاتفاق “محاولة لشرعنة الانقلاب” وتعهدت بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق “الحكم المدني الكامل” خلال الفترة الانتقالية.

** مواقف سودانية

وقال رئيس حركة “العدل والمساواة” جبريل إبراهيم، الذي يشغل منصب وزير المالية، في تغريدة عبر “تويتر”، الإثنين ، إن ‏”استقالة حمدوك في هذا التوقيت أمر مؤسف للغاية”.

وأضاف: “دعونا نحيل هذه المحنة إلى منة وفرصة للم الشمل والعبور بالوطن إلى بر الأمان”.

من جانبه، علق حاكم إقليم دارفور غربي السودان، مني أركو مناوي، على استقالة حمدوك بالقول، إنه “لا بديل عن الحوار” والاعتراف المتبادل بين مكونات البلاد.

وغرد مناوي قائلا: ‏”استقالة حمدوك واحدة من تجليات الأزمة السياسية والاجتماعية المتراكمة التي لم تفهمها القوى السياسية التي ورثت البلاد في زمن غفلة أغلب الشعب”.

واستطرد: “قول حمدوك في خطابه أن الأسباب وراء استقالته عدم توافق سياسي يجب أن يُفهم”.

بدوره، دعا رئيس حزب “الأمة” مبارك الفاضل المهدي، الإثنين، في تغريدة، الجيش لـ”الابتعاد عن فكرة الشراكة في الحكم مع المدنيين ورعاية توافق وطني حول حكومة انتقالية مستقلة تتولى تنظيم الانتخابات وإدارة الاقتصاد”.

** مواقف دولية

على الصعيد الدولي، قالت فيكي فورد، وزيرة بريطانيا لشؤون إفريقيا، قي تغريدة: “حزينة للغاية من خبر استقالة ‪حمدوك‬، كان يعمل في خدمة السودان ورغبة شعبه في مستقبل أفضل”.

وأضافت: “أعلى الملايين أصواتهم منذ انقلاب 25 أكتوبر، للمطالبة بالحكم المدني، يجب الآن أن تحترم قوات الأمن والجهات السياسية الفاعلة الأخرى هذه المطالب”.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، القادة السودانيين إلى ضمان استمرار الحكم المدني، عقب استقالة حمدوك.

وقال مكتب الشؤون الإفريقية بالوزارة في تغريدة: “بعد استقالة حمدوك على القادة السودانيين تنحية الخلافات جانبا، والتوصل إلى توافق، وضمان استمرار الحكم المدني”.

فيما أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، استعدادها لتسهيل حوار شامل يؤدي إلى حل الأزمة السياسية بالسودان.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، فولكر بيرتس، في بيان: “يجب أن تكون تطلعات الشعب السوداني إلى مسار ديمقراطي، واستكمال عملية السلام حجر الزاوية في جميع الجهود المبذولة لحل الأزمة الحالية”.

واستدرك: “لكننا نحترم هذا القرار ونثني على الإنجازات التي تحققت تحت قيادة حمدوك، وكذلك الإنجازات الهامة التي حققها خلال المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية”.

من ناحيتها، قالت سفيرة النرويج لدى الخرطوم، تريزا لوكن، إن “السبيل الوحيد للمضي قدما في السودان هو عملية انتقالية ذات مصداقية و بقيادة مدنية”.

وأضافت في تغريدة قائلة: “القادة العسكريين (في السودان) محاسبون على الأزمة الحالية، بما في ذلك العنف ضد المدنيين والمتظاهرين السلميين”.

وأعلنت أن “النرويج ستدعم العملية السياسية الحيوية والشفافة بمشاركة النساء والشباب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى