تأبين قاقرين.. الحزن يكبر
كان الكابتن حمودة كشولا أكثر المتأثرين رغم انه رجل عرف بالتدين والإيمان التام بمشئية الله ويعتقد كحال كل مؤمن بأن الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في الحياة.. الحقيقة التي لا مفر منها ..
تحدث بعبارات حزينة عن زميله في الملاعب وصديقه دكتور علي قاقرين الذي يعرف عنه فوق ما نعرف .. حاول التماسك لكنه فشل فرحيل قاقرين يهد ثبات الجبال الراسيات ومثل كشولا كان القطب الهلالي المعروف عباس السجانة وهو أيضاً من الأصدقاء المقربين للراحل قاقرين فقد تحدث بعبارات ملئية بالحزن عن الفقيد ومأثره.. تحدث عن أخر تواصل بينهما ووعد القاء الذي سرقته المنية.
الجميع كان حزينٱ عشية أمس الأول في ليلة التأبين التي نظمتها مجموعة الهلال للتجديد التي يتزعمها القطب الهلالي عصام ود السكة بمزرعة النخيل بالرياض..تحدث فهد مبارك رئيس لجنة التسيير السابقة ورئيس لجنة الإنتخابات برابطة الهلال وعجز عن المواصلة بعد أن اعترضت غصة الوجع حلقه وهزمته الدموع التي عجز عن حبسها وهو حال نائبه في لجنة الإنتخابات برابطة الهلال أسامة الشيخ وجلال كوستي لاعب المنتخب السابق والزعيم محمد عثمان أسا رئيس الرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج الذي عدد محاسن الفقيد وأكد أن رحيله الفاجع يعني موت دنيا.
قلت أن قاقرين تعملق في الكثير من الجوانب على زملائه اللاعبين ولعل أهم ما تميز به هو التواضع فهو كابتن المنتخب الوطني صاحب البصمة الكبيرة فيه مثل بصمته في قيادة الهلال بجانب أنه دكتور وسفير فمن الصعب بل من المستحيل أن تجد شخصٱ في قامته وقيمته بكل هذا التواضع الذي وقف عليه الجميع بعد رحيله فالمشجع البسيط تجده يحمل البومات من الصور مع الراحل يبرزها وتشعر بأن نياط قلبه تتقطع لذلك كان الحزن عليه كبيرٱ وأقسم أنني ما رأيت في حياتي حزنٱ يشابه حزن الناس على قاقرين.
سأفتقد قاقرين على المستوى الشخصي مثلما يفتقده غالبية الأهلة فهو أخ الجميع وصديق الجميع وسيفتقده الوطن الذي يعاني الجراح والتمزق والحريق وسيفتقده الهلال الذي يعاني الغربة والتشرد وستفتقده التجمعات وعموم أهل الرياضة المشتتين في المنافي وستفتقده أم درمان التي يحبها ويتباهى دومٱ بأنه أحد ابنائها أم درمان العظيمة الشاهقة التي هد حيلها رهق مقاومة القبح والتشويه أم درمان المهزومة بالحرب.
رحم الله فقيد الهلال والوطن علي قاقرين الذي كان يحلم بأن ينبذ أهل الهلال الفرقة والتشرذم ويتكاتفوا يدٱ واحدة لأجل أن يمنحوه القوة إذ أنه دائمٱ ما يردد
(One hand does not clap)
وقد رحل الرجل وقبر حلمه معه تحت الثرى وفي ظني أن أفضل ما نقدمه لروح قاقرين هو أن نتوحد جميعاً لاسيما القادة لنحقق ما كان يحلم به..
شكرٱ الزعيم عصام ود السكة الإداري المعتق الذي يعرف قدر الهلال ويعرف قدر قاقرين الذي نشهد ونحن شهداء الله في الأرض أنه كان أطولنا قامة وأنبلنا خلقٱ واخلاقا لم نعرف عنه الخصام أو الإساءة لمن أختلف معه كان عفيف اليد واللسان نقي الدواخل جميلٱ متسامحٱ كان محبٱ للناس والوطن والهلال فاللهم جازه بالاحسان إحسانٱ وبالسيئات عفواً وغفرانا.