أخبار السياسة المحلية

تأسيس: خطاب كامل إدريس “نسخة مكررة” والبرهان محاصر بين الإخوان والضغوط الدولية

قراءة في خطاب بلا جديد

بورتسودان – صقر الجديان

وصفت قوى تأسيس خطاب كامل إدريس الأخير بأنه نسخة مكررة ومستهلكة من الخطاب الرسمي الذي تروّجه سلطة بورتسودان، معتبرة أنه لا يحمل أي رؤية حقيقية لإنهاء الحرب أو معالجة جذور الأزمة السودانية، بل يعيد إنتاج ذات اللغة الإقصائية التي فشلت في وقف الانهيار الشامل للدولة.

ويرى مراقبون أن خطاب إدريس جاء أقرب إلى محاولة تجميل سياسي لمشهد مأزوم، يهيمن عليه تحالف الجيش مع بقايا النظام السابق (الكيزان)، في وقت لم يعد فيه المجتمع الدولي مستعدًا لتقبّل مبادرات شكلية لا تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار ولا مسارًا سياسيًا ذا مصداقية.

البرهان بين قبضة الإخوان وضيق الخيارات

بحسب قوى تأسيس، فإن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بات محاصرًا سياسيًا بين جناحين متناقضين:

داخليًا: ضغوط الإخوان المسلمين والدوائر الأمنية المرتبطة بالنظام البائد، التي تدفع باتجاه إطالة أمد الحرب واستخدامها كوسيلة للبقاء في السلطة.

خارجيًا: ضغوط دولية متصاعدة تطالب بوقف القتال، وفتح المسار الإنساني، والدخول في عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا.

هذا التناقض جعل من خطابات البرهان، ومن يدور في فلكه مثل كامل إدريس، خطابات بلا أفق، تحاول كسب الوقت لا أكثر، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق، وانهيار اقتصادي شامل، واتساع رقعة العنف.

لا حل خارج وقف الحرب والمسار الدولي

تؤكد قوى تأسيس أن أي مبادرة لا تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار وتفكيك سيطرة الكيزان على القرار العسكري، ليست سوى تضليل للرأي العام ومحاولة لإيهام المجتمع الدولي بوجود “حراك سياسي”.

وتشدد على أن الحل الحقيقي يمر عبر:

وقف الحرب فورًا دون شروط.

إطلاق عملية سياسية شاملة برعاية دولية وإقليمية.

إنهاء احتكار المؤسسة العسكرية للسلطة.

محاسبة المتورطين في إشعال الحرب وإطالة أمدها.

خلاصة المشهد

في ظل هذا الواقع، يبدو خطاب كامل إدريس مجرد صدى باهت لخطاب السلطة القائمة، لا يقدّم جديدًا ولا يملك الجرأة على تسمية الأزمة بأسمائها. أما البرهان، فيجد نفسه عالقًا بين إرث الإخوان وضغوط العالم، فيما يدفع الشعب السوداني الثمن الأكبر من دمائه ومستقبله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى