تجدد الاشتباكات يفاقم المعاناة الإنسانية في الخرطوم
وفقا لشهود عيان، وبالتزامن مع مباحثات متواصلة في السعودية بين ممثلين عن طرفي القتال الجيش و"الدعم السريع".
الخرطوم – صقر الجديان
تجددت، صباح الأحد، اشتباكات بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم مما يفاقم معاناة السكان، رغم توقيع الطرفين “إعلان جدة” بالسعودية مساء الخميس.
وأبلغ شهود عيان بأن مناطق في مدينتي بحري (شمال) وأم درمان (غرب) شهدت إطلاق نار كثيف ودوي انفجار، فيما استهدف طيران حربي تجمعات لـ”الدعم السريع”.
ومع استمرار الاشتباكات، يعيش سكان الخرطوم أوضاعا معيشية بالغة التعقيد بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وخدمة الإنترنت والمياه وشح المواد الغذائية، وفقا لمراسل الأناضول.
والخميس اتفق الجيش و”الدعم السريع” على “إعلان جدة”، وهو يتضمن التزامات إنسانية تُنفذ وفرا وجدولة لمحادثات مباشرة جديدة مستمرة في السعودية على أمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ومن بين تلك الالتزامات: تمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، واستعادة الخدمات الأساسية، وانسحاب القوات من المستشفيات والعيادات، والسماح بدفن الموتى.
وأودت الاشتباكات بحياة 530 مدنيا وأصابت ألفين و948 وفقا لنقابة أطباء السودان السبت، فيما شردت مئات الآلاف داخل البلاد ولجأ نحو 200 ألف آخرين إلى دول مجاورة، بحسب الأمم المتحدة الجمعة.
ومنذ 15 أبريل/ نسان الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج “الدعم السريع” في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لنقل السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، إجراءات استثنائية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أبرزها حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ.
واعتبر الرافضون تلك الإجراءات “انقلابا عسكريا”، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.