تحالف “تخطي” يثير الجدل في السودان: ما خفي وما وراء الكواليس؟

بورتسودان : أنس عبدالوهاب

قالت ” Sudan2day ” بأنها تحصلت على معلوماتٍ ذات أهميةٍ كبيرة حول ما يسمى تحالف الخط الوطني ” تخطي” والذي أعلن عن نفسه في مدينة بورتسودان في بداية مارس الجاري، كما تحصلت على تسجيلاتٍ صوتية تؤكد أن هذا التحالف هو مصنوع من قبل القوات المسلحة ومدعوم من رجال أعمال مرتطبين بالإسلاميين على رأسهم هشام السوباط، والذي تم اختيار شقيقه هيثم السوباط، عضواً بالأمانة العامة ويتولى ما يتعلق بإعلام التحالف.

وبحسب ”سودان توداي” ووفقاً للمعلوماتِ التي قالت أنها تحصلت عليها من داخل ”تخطي” فإن هذا الجسم تَكون بمبادرةٍ ونقاشٍ بين كل من مالك عقار، والذي يحمل صفة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بسلطة الأمر الواقع، وبين د. الشفيع خضر، والذي يتخذ موقفاً غير ملعن داعماً للقوات المسلحة في الحرب الجارية، إضافةً إلى المهندس مضوي إبراهيم، والذي كان لديه علاقات سابقة بالمكون العسكري وخاصة البرهان وحميدتي عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، وتحول حالياً إلى صف القوات المسلحة بعد انتهاء مصالحه مع قائد قوات الدعم السريع.

‏تخطي .. تقوط !!

‏وبناء على مصادر ذات موثوقيةٍ عالية في مجلس السيادة فإن تكوين ” تخطي” جاء متزامناً مع الإعلان عن تنسقية القوى الوطنية ” تقوط” برئاسة مالك عقار، والذي اجرى محادثات لدى زياراته إلى مصر خلال الأشهر الماضية والتي اسفرت عن تنظيم مؤتمر القضايا الإنسانية الذي نظمه أمجد فريد، مساعد مستشار رئيس مجلس الوزراء الانتقالي السابق عبدالله حمدوك، وتم الاتفاق بين الثلاثي مالك عقار، والشفيع خضر، وأمجد فريد، على ضرورة قيام جسمٍ سياسي يضم ناشطين وشخصياتٍ من رجال أعمال داعمة للجيش وتكون فيها شخصيات غير معروفة، وبناء على التسريبات التي تحصلت عليها ”سودان توداي” تم وضع خطة لقيام الجسم دون تسميته وبدء الاتصالات عبر رجال أعمال وعبر مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ود. الشفيع خضر، الذي رشح د. ساندرا فاروق كدودة، بإعتبارها شخصية ذات بعد يساري وداعمة للقوات المسلحة إضافة إلى المواقف غير المعلنة للشفيع خضر، وعمله كمستشار سياسي للبرهان، ترشيح ساندرا فاروق كدودة، وجد رفضاً من أمجد فريد، ولكنه قبل ذلك على مضض لاحقاً تحت ضغوطٍ من مالك عقار، والشفيع خضر.

‏من هو نزار خيري؟

‏رئيس تحالف ” تخطي” المهندس نزار خيري، يعدشخصيةً غير معروفة لكثيرين ولكنه ذو ارتباط وثيق بالإسلاميين ومجموعاتهم الاقتصادية وكان ضمن مجموعة شركات ” ديجيتك” وكيل العلامة التجارية البارزة وكان مرتبطاً أيضاً بملف طائرة الرئيس المخلوع عمر البشير، وشرائها والإشراف على الصيانة عليه، ويعد نزار خيري أحد رجال الأعمال الصغار الذين كان يعملون تحت ما يسمون مجموعة ”القطط السمان” وهم مجموعات رجال الأعمال الذين استهدفهم مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني في عهد النظام المخلوع لإسترداد أموال الحركة الإسلامية في العام 2018، وكان نزار خيري، مرتبطاً بالأعمال التجارية وتسهيلاتٍ لكل من رجال الأعمال الحاج علي حسن الحداد، المسؤول الأول عن استيراد السكر في عهد الإنقاذ وتم اعتقاله في فبراير 2018، مع مدير جهاز الأمن السياسي وقتها عبدالغفار الشريف. وتم اطلاق سراحه وقتها بعد دفع مبلغ 150 مليار جنيه وفق قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، وتحصلت ”سودان توداي” على معلوماتٍ من مصادر مقربةٍ من الإسلاميين أن ”نزار خيري” قام بدور المسهل وتم نقل أموال عددٍ من رجال الأعمال على رأسهم مصطفى الصديق البطحاني، صاحب شركة الواحة للبترول والواثق الفاضل، وهو صاحب أعمال أبو الفاضل وأسعد كرتي، ومحمد الخطيب، صاحب مطاحن قنا للغلال قبل سنوات وعلوي عبدالله درويش، ومحمد إسماعيل أحد، المدير الأسبق لشركة مام للإنشاءات وتم تحويل الأموال إليه لإدارتها وهو ما جعله يغادر السودان قبل سقوط نظام الإنقاذ وبدأ إدارة هذه الأموال في كلٍ من تركيا ومصر وقبرص إضافة إلى دولٍ في غرب إفريقيا.

‏علاقته بالبرهان والعطا

‏ويعد نزار خيري، حالياً أحد رجال الأعمال الذين يديرون أعمالاً تجارية للقوات المسلحة وتسهيلاتٍ في تسويق وبيع الذهب وتصديره تحت مظلةِ شركاتٍ تجارية. تم اختيار نزار، رئيساً لتحالف الخط الوطني ”تخطي” بتنسيقٍ وترتيبٍ من رجل الأعمال هشام السوباط، والذي يرتبط معه بأعمالٍ تجارية وتعاملاتٍ مالية والغرض من ذلك هو ربط المصالح الاقتصادية بالمواقف السياسية ودعم القوات المسلحة، حيث أن مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا، يشرف على بنك السودان المركزي وهو الذي يمنح مجموعات رجال الأعمال هذه كل هذه التسهيلات والامتيازات.