تحذير من إمكانية تسبب بركان إتنا في حدوث تسونامي في “البحر الأبيض المتوسط بأكمله”
قد يتسبب جبل إتنا في حدوث تسونامي “في البحر الأبيض المتوسط بأكمله” في المستقبل، بعد أن حذر العلماء من أنه “ينزلق” باتجاه البحر.
واندلع أكثر البراكين نشاطا في أوروبا بطريقة مذهلة يوم الثلاثاء 16 فبراير، ما أدى إلى ارتفاع الدخان والرماد في السماء وإجبار مطار قريب على الإغلاق مؤقتا. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار وقالت السلطات إن البلدات المجاورة ليست معرضة لخطر فوري. ورغم ذلك، فإنهم يراقبون البركان في صقلية عن كثب لأنه يشكل تهديدا كبيرا في حالة حدوث نشاط أكثر تطرفا، مثل ثوران بليني لجبل فيزوف في 79 م الذي دفن بومبي تحت غطاء من الرماد. لكنه ليس التهديد الوحيد الذي يمتلكه البركان الإيطالي.
واكتشف العلماء سابقا أنه ينزلق ببطء في البحر الأبيض المتوسط بمعدل ثابت، وفقا للقياسات.
وتم أخذ القراءات في عام 2018 وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من مراقبة حركة بركان بأكمله، وذلك بفضل أكثر من 100 محطة GPS منتشرة حول جوانب جبل إتنا.
ووقع الإبلاغ عن أن الانزلاق بطيء ولكن، وفقا للتقرير، “أصبح لا يمكن إيقافه”.
وأضاف الباحث الرئيسي، الدكتور جون موراي، في عام 2018: “وجدت الدراسات السابقة للبراكين المنقرضة منذ فترة طويلة أن تلك البراكين المنزلقة بطريقة مماثلة أدت إلى انهيارات أرضية كارثية في وقت لاحق من تاريخها. والحركة المستمرة يمكن أن تساهم في انهيار أرضي كبير على طول ساحل إتنا، ما يتسبب في موجات مد مدمرة للمناطق المحيطة”.
وأضاف عالم الجيوفيزياء هايدرون كوب من مركز Geomar Helmholtz لأبحاث المحيطات في ألمانيا أنه: “من الممكن تماما أن ينهار بشكل كارثي، ما قد يؤدي إلى حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط بأكمله”.
واعتقد الخبراء سابقا أن الانزلاق كان بسبب تراكم الصهارة داخل البركان.
إ
ولمزيد من التحقيق في هذه الحالة الشاذة، أنشأ الباحثون شبكة من أجهزة الإرسال والاستقبال تحت الماء لرصد إزاحة قاع البحر باستمرار.
وبحسبما ورد أظهرت البيانات أن البركان يتحرك في اتجاه عام بين الشرق والجنوب الشرقي، على منحدر من درجة إلى ثلاث درجات.
وقيل إنه يتحول قليلا نحو مدينة جيار الساحلية، التي تبعد أقل من 10 أميال. ولكن بمعدل 1.4 سنتمتر في العام، وأكد الخبراء أنه لا داعي للقلق بعد.
وأضاف الدكتور موراي: “الشيء الذي يجب مشاهدته أعتقد أنه إذا تضاعف معدل الحركة في غضون 10 سنوات، فسيكون ذلك بمثابة تحذير”.
ووفقا للدكتور موراي، فإن هذه الحركة المستمرة قد تسبب أيضا مشاكل لعلماء البراكين، لأنها تجعل من الصعب التنبؤ بموعد حدوث الثورات البركانية التالية وفي أي اتجاه قد تنفث الصهارة.
وأكد الدكتور موراي أنه لا داعي للقلق، ولكن مع مثل هذه الانفجارات المنتظمة، من الضروري أن يواصل الباحثون مراقبة البركان.
وأضاف: “يعيش نحو مليون شخص في إتنا ومحيطها المباشر، وبالتالي فإن تدمير الممتلكات وفقدان الأرواح قد يكون كارثيا. ولكن لا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على أنه لا توجد علامة على حدوث ذلك في الوقت الحاضر”.
وأشار: “من الواضح أنه حتى ذكر مثل هذا الحدث الخطير سيكون أمرا مزعجا للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في إتنا، لذلك أنا قلق من عدم فهمهم للانطباع الخاطئ”.
ويواصل الباحثون فحص إتنا ومراقبة نشاطه عن كثب.