أخبار السياسة المحلية

تحذير من مخاطر إغلاق برامج دعم النساء جراء نقص التمويل في السودان

الخرطوم – صقر الجديان

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان، الجمعة، إن نقص التمويل يجبره على إغلاق العديد من البرامج التي تدعم النساء والفتيات في السودان.

واضطر الصندوق إلى تقليص خدماته المقدمة إلى ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، كما أغلق 11 من أصل 61 مركزًا آمنًا يوفر الاستشارات والعلاج الطبي والإحالات القانونية لضحايا الاغتصاب.

وأكد الصندوق، في بيان أنه يواصل تقديم خدمات الصحة الإنجابية والحماية، إلا أن تخفيضات التمويل الأخيرة دفعته إلى الانسحاب من أكثر من نصف المرافق الصحية الـ 93 التي كان يدعمها.

وأفاد بأنه يتعين عليه إغلاق العديد من الأماكن الآمنة والبرامج التي تدعم النساء والفتيات في أشد الظروف خطورة، في ظل تمويل 25% لندائه الإنساني هذا العام.

ودعا إلى تخصيص موارد واهتمام أكبر لبعض الأزمات الأقل دعمًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في السودان، مشددًا على ضرورة عدم ترك ملايين النساء والفتيات فريسة للعنف.

ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان حاليًا 63 مركزًا آمنًا توفر المأوى والدعم النفسي والاجتماعي والإحالة إلى الرعاية الطبية لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، فيما يعمل مركز واحد من كل أربعة مراكز تقدم الرعاية السريرية لضحايا الاغتصاب بكامل طاقته.

وأوضح البيان أن الحرب في السودان شُنّ خلالها هجومٌ لا هوادة فيه على أجساد النساء والفتيات وحقوقهن، حيث استُخدم العنف الجنسي كسلاح في جميع المناطق المتضررة من النزاع.

وأشار إلى أن هذا الأسلوب غرضه بثّ الرعب وفرض السيطرة، فيما يُبلغ المستجيبون في الخطوط الأمامية والناجون عن معدلات مُقلقة من الاغتصاب، والإساءة، والإكراه، وزواج الأطفال.

وذكرت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم، أن الوقت “حان لجعل القضاء على العنف الجنسي في حالات الصراع ليس مجرد فكرة لاحقة، بل الخطوة الأولى نحو عالم يسوده السلام – عالم آمن وعادل ومتساوٍ للنساء والفتيات – وللجميع”.

ويُقدَّر أن 12.1 مليون شخص، معظمهم من النساء والفتيات، معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان خلال هذا العام.

 ذوات الإعاقة

ونقل الصندوق عن متخصصة في العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، قولها إن “حجم الانتهاكات ووحشيتها يتجاوزان كل ما رأيناه سابقًا”.

وأشارت المتخصصة إلى أنهم وثقوا حالات لنساء تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي، بما في ذلك فتيات مراهقات ونساء وفتيات ذوات إعاقة، حيث تُركت الكثيرات منهن يعانين من حالات حمل غير مرغوب فيه، وأمراض منقولة جنسيًا، وصدمات نفسية عميقة”.

وأضافت: “العنف الذي نشهده الآن سيتردد صداه عبر الأجيال. الأطفال الذين وُلدوا نتيجة هذه الاعتداءات، والأمهات اللواتي أُجبرن على حمل غير مرغوب فيه، والناجون الذين وُصموا ونبذتهم مجتمعاتهم – كل هذه الصدمات ستؤثر بعمق على نسيج المجتمع السوداني لفترة طويلة بعد أن يصمت صوت المدافع”.

وشددت على أن الحصول على الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية ليس سوى جزء واحد من معاناة الضحايا.

ويمنع الشعور بوصمة العار والخوف من الانتقام، بما في ذلك قتل الضحايا على يد أفراد أسرهن، بعض النساء والفتيات من طلب المساعدة.

وتتكتم بعض المجتمعات على جرائم الاغتصاب لارتباطها الوثيق بالشرف، حيث تلجأ بعض الضحايا إلى اتخاذ تدابير متطرفة مثل الهروب من أسرهن أو الانتحار لتلافي وصمة العار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى