أخبار السياسة المحلية

تحركات دبلوماسية مكثفة لحل النزاع في السودان قبيل اجتماع الآلية الرباعية في واشنطن

مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية يجري مباحثات في القاهرة وروما مع مسؤولين سعوديين وتشاديين حول جهود السلام في السودان

الخرطوم – صقر الجديان

في تحرك دبلوماسي لافت يعكس تصاعد الجهود الدولية لإنهاء الحرب في السودان، أجرى مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، سلسلة لقاءات إقليمية شملت مصر وإيطاليا وتشاد، ركزت على بحث سبل دفع العملية السياسية وتهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات بين الأطراف السودانية.

وجاءت هذه التحركات بعد أقل من 24 ساعة على زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، التي ناقش خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستجدات الأزمة السودانية ومساعي الحل الجارية.

وقالت مصادر دبلوماسية إن مسعد بولس التقى يوم الخميس 16 أكتوبر 2025 بالرئيس المصري في القاهرة، حيث بحثا التحديات الإقليمية وسبل تسهيل تحقيق السلام في السودان، وأشاد بولس بـ”دور مصر البنّاء” ضمن جهود الوساطة، لا سيما في إطار الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.

وفي روما، عقد بولس اجتماعًا مشتركًا مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، التقيا خلاله الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، وتركزت المحادثات على تعزيز الأمن الإقليمي ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في السودان.

وأكد بولس في تصريحات نشرها على منصة “X” أن بلاده تعمل من خلال الآلية الرباعية على “اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة لاستعادة السلام والاستقرار في السودان ووضع حد لمعاناة شعبه”.

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية السعودية أن وليد الخريجي ناقش مع بولس في روما سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والتنسيق حول القضايا الإقليمية، مشيرة إلى أن اللقاء مع الرئيس ديبي تناول “تكثيف الجهود المشتركة لدعم السلام في السودان وتعزيز الأمن في المنطقة”.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية قبيل الاجتماع المرتقب للآلية الرباعية في واشنطن، المقرر عقده خلال أكتوبر الجاري، والذي يُتوقع أن يبحث خارطة الطريق التي أقرتها المجموعة في سبتمبر الماضي لإنهاء الحرب في السودان.

وتنص خارطة الطريق على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار، يليها إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تشارك فيها الأطراف كافة.

وتسعى الجهود الدولية الراهنة إلى تهيئة الظروف لعودة الجيش السوداني وقوات التأسيس إلى طاولة المفاوضات، بعد أكثر من عامين من اندلاع النزاع.

وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت قبولها خارطة طريق مطورة، تشترط انسحاب قوات التأسيس من المدن التي تسيطر عليها وتجميعها في معسكرات بإقليم دارفور، تمهيدًا للتفاوض حول مستقبلها.

كما تدعو الخارطة إلى دور أممي فاعل يضمن وقف تدفق السلاح إلى قوات التأسيس والإشراف على العملية السلمية. في المقابل، تطالب قوات التأسيس بضمان دور سياسي لها ولحلفائها ضمن أي ترتيبات انتقالية مقبلة.

ويُنتظر أن يُشكل اجتماع واشنطن القادم محطة حاسمة في مسار التسوية السودانية، في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء النزاع المستمر منذ أبريل 2023، واستعادة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى