علوم

تحقيق أولي يكشف عن أسباب انهيار تلسكوب الصيد الفضائي الشهير في ديسمبر الماضي

 

يقدم تحقيق أولي في سبب انهيار تلسكوب مرصد أرسيبو الشهير لصيد الكائنات الفضائية في ديسمبر، أدلة للمسؤولين عن سبب الحادث الكارثي.

ووقع جلب محققي الطب الشرعي مؤخرا إلى مكان الحادث لفحص العملاق المنهار، حيث ركزوا على الكابلات المساعدة والرئيسية التي قُطعت.

ووجدت الفرق خطأً في التصنيع في الكابلات المساعدة، حيث لم يتم إجراء المقبس بشكل صحيح ما أدى إلى تدهور الهيكل.

وكان أحد الكابلات الداعمة قد انزلق من مقبسه في أغسطس 2020، وقبل أن يتمكن المسؤولون من إصلاحه، انقطع كابل ثان بعد ثلاثة أشهر، ثم انهار التلسكوب في ديسمبر.

وانهار أرسيبو (Arecibo )، الذي ظهر في فيلم جيمس بوند Goldeneye عام 1995، في 1 ديسمبر 2020 عندما انقطع كابل يحمل منصة الاستقبال التي تزن 900 طن في حوالي الساعة 8 صباحا بالتوقيت المحلي في ذلك الصباح، وأرسل الهيكل الضخم إلى أكثر من 400 قدم (120 م) أدناه.

وعانى مرصد أرسيبو من فشل آخر في أغسطس عندما انكسر كابل إضافي أدى إلى فجوة بحجم 100 قدم (30 م) على الطبق الذي يبلغ عرضه 1000 قدم (300 م) وألحق الضرر بمنصة الاستقبال التي كانت معلقة فوقه.

ثم فشل كابل رئيسي في أوائل نوفمبر والذي حدد مصير التلسكوب الشهير، ووقع تعيين المسؤولين لإغلاقه بعد 57 عاما من الخدمة.

وقال رامون لوغو، مدير معهد فلوريدا للفضاء في جامعة سنترال فلوريدا ومدير أرسيبو، إنه تكهن أن التلسكوب سينهار قبل أيام قليلة من وقوع الحدث.

ويعمل فريق المرصد الآن على الكشف عن تفاصيل محددة لما أدى إلى الانهيار، كما أفاد موقع Space.com لأول مرة.

وقال فرانسيسكو كوردوفا، مدير المرصد، خلال حلقة نقاش: “تنظيف الموقع وإزالة الحطام مستمران بالفعل. وبشكل عام، أعتقد أن هذا يسير في الاتجاه الصحيح. يقوم تحقيقان جنائيان بتقييم الحطام، ويركز أحدهما على الكابلات المساعدة والآخر على الكابلات الرئيسية”.

والكابلات المساعدة، 12 في المجموع، أضيفت إلى هيكل التلسكوب في التسعينيات عندما تم بناء القبة المعلقة.

وكان أحد هؤلاء أول من انهار في أغسطس عندما انزلق من المقبس الذي يصله بأحد أبراج الدعم الثلاثة المحيطة.

وأوضح كوردوفا: “كشفت التحقيقات الأولية أن هناك خطأ في تصنيع تلك الكابلات، وعلى وجه الخصوص، لم يتم إجراء المقبس بشكل مناسب، وأدى ذلك إلى تدهور متقدم لهذا العنصر الهيكلي المحدد. لكن التحقيق الجنائي النهائي لم يكتمل بعد”.

ويبحث التحقيق الآخر في الكابلات الرئيسية، التي كانت جزءا من بناء التلسكوب في أوائل الستينيات، والتي انهار أحدها في نوفمبر.

ويقول المهندسون إن هذا الكابل المحدد كان يحمل 60% فقط من الوزن الذي كان ينبغي أن يتحمله. وأضافوا أنه وقع فصل الحطام الذي يمكن استخدامه في هذا البحث، بالإضافة إلى الحطام الموجود في الكابلات المساعدة.

وقال كوردوفا: “بالتأكيد، لا يوجد عنصر واحد ساهم في ذلك، بل العديد من العناصر التي ساهمت في هذا الفشل المحدد”.

وعلى الرغم من أن التحقيقات تبحث في بنية أرسيبو، إلا أن كوردوفا يدرك أن أحداث الطقس الطبيعية ربما لعبت دورا، حيث أنه في عام 2017، اخترق إعصار ماريا بورتوريكو ومزق أجزاء من التلسكوب. وفي العام الماضي فقط، ضرب المنطقة أكثر من 10 آلاف زلزال.

ويشتهر مرصد أرسيبو باكتشاف النجوم النابضة الدوارة والتقاط السمات الجيولوجية للمريخ ومساعدة علماء الفلك على اكتشاف الكويكب القريب من الأرض “بينو” (Bennu).

وظهر التلسكوب العملاق في فيلم جيمس بوند GoldenEye عام 1995. كما وقع استخدامه أيضا في البرامج التي تبحث عن ذكاء خارج الأرض (SETI) لأن موقعه أتاح للعلماء الوصول إلى ثلث الكون.

ونظرا لأن أرسيبو لعب دورا رئيسيا في اكتشافات الفضاء الكبرى، تعمل حكومة بورتوريكو على استعادته.

وفي الشهر الماضي، وقع الحاكم واندا فازكيز أمرا تنفيذيا بالموافقة على 8 ملايين دولار للمساعدة في إعادة بناء التلسكوب الشهير. ومن المقرر استخدام المبلغ لإزالة الحطام والتخلص منه وتصميم التلسكوب الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى