تحليل لاعتماد قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية…تزامنا مع استهداف عملية إرهابية أحياء سكنية بمدينة سمارة
سمارة – صقر الجديان
في إطار تتبع ما يجري من أحدات أمنية بمنطقة شمال غرب أفريقيا وبالخصوص حول الصحراء المغربية، يأتي اعتماد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن قضية الصحراء، في سياق يتميز بتطور خطير للغاية:
ففي ليلة السبت 28 أكتوبر إلى الأحد 29 أكتوبر 2023، استهدفت أربعة انفجارات بواسطة مقذوفات أحياء سكنية بمدينة السمارة جنوب المغرب، أسفرت عن وفاة شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم إصابتهما خطيرة، بالإضافة إلى خسائر مادية.
وقد فتحت النيابة العامة المختصة (بالعيون) تحقيقا قضائيا حول الحدث. وما تزال الخبرات التقنية والباليستية جارية لتحديد طبيعة والمصدر الدقيق لهذه المقذوفات.
من خلال هذا الحدث، يبدو أن السلطات الحكومية المغربية قد حرصت كل الحرص على عدم استباق نتائج التحقيق الجاري، وعدم التعليق على المسار القضائي، حتى تقول كلمتها في الموضوع بمجرد توصلها بالعناصر الأولية للبحث.
وفي انتظار ذلك، حرصت السلطات المغربية على التحلي بضبط النفس وبأكبر قدر من التحفظ. مع ذلك، فإنه بالإمكان تسجيل مجموعة من المؤشرات الموثوقة والمتسقة والمقنعة، حول ما يشير إلى مسؤولية البوليساريو، التي تقوم بأعمال عدائية مسلحة ضد التراب المغربي، منذ أن قررت بشكل أحادي خرق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1994 ، تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
1. ويتعلق المؤشر الأول بالتبني الرسمي للبوليساريو نفسها لهذا الاعتداء، حيث أكدت المليشيا المسلحة ، في بلاغ عسكري تحت رقم 901، أنها نفذت اعتداءات مسلحة استهدفت السمارة، منتشية بسقوط ضحايا.
2. بالإضافة إلى ذلك، تبنى ممثل البوليساريو مضمون هذا البيان الصحفي علناً، أمام الصحافة، داخل مقر الأمم المتحدة،حيث أدرجه في إطار “الكفاح” الذي تقوده هذه الميليشيا المسلحة، في الوقت الذي كان فيه مجلس الأمن قد اعتمد قراره بشأن الصحراء المغربية.
3. الواضح للعيان، أنه ليس هناك شك في أن هذه الهجمات استهدفت أحياء سكنية، تأوي مساكن عائلية، والتي لا توجد بها أية منشآت عسكرية أو إستراتيجية. بالإضافة إلى أن مطار السمارة يبعد فقط بأكثر من كيلومترين عن مكان الهجمات. للإشارة، فقد تصدر تبني البوليساريو لهذا الهجوم الصفحات الأولى للصحافة الدولية، حيث تناقلتها عشرات المقالات. ولم تلق أي احتجاج من البوليساريو.
4. ما يعتبره المغرب خطا أحمر، يلفت أنظار الرأي العام العالمي، هو أن هذه الهجمات تهدد السلام والأمن الإقليميين بمنطقة شمال أفريقيا. وبالتالي، رغم كل الاستفزازات الخطيرة، لأمنه ولسلامة أراضيه، يظل المغرب متحليا بضبط النفس في مواجهة هذه الاستفزازات، والتي تهدف بشكل طائش وخطير إلى تحويل الانتباه، وممارسة الضغط على مجلس الأمن، في الوقت الذي كان يستعد فيه لاعتماد قراره بشأن الصحراء المغربية.
5. من خلال هذا الحدث الخطير، يبدو أن المغرب ظل حريصا على عادته ألا يتأثر أو يقع في فخ هذه الاستفزازات المتهورة. وبالتالي، فقد اتضح بأن السلطات المغربية نهجت طريق مواصلة التحقيقات إلى نهايتها من أجل تحديد المسؤوليات، وتطبيق القانون بشكل صارم.