تراجع أم تأجيل أم إلغاء.. نفي جزائري مربك لمناورات مع روسيا
بيان لوزارة الدفاع الجزائرية يؤكد أن قواتها لم تجر مناورات مع نظيرتها الروسية على حدود المغرب في نفي يناقض تصريحات سابقة للخارجية الروسية تؤكد المناورات وتشدد على أنها ليست موجهه لدولة ثالثة.
الجزائر – صقر الجديان
نفت الجزائر إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع موسكو على الحدود مع المغرب كانت مقررة خلال هذا الشهر، مشيرة إلى أن ما أوردته تقارير إعلامية دولية لا أساس له من الصحة، من دون تقديم تفاصيل إضافية وما إذا كانت أجلت أو ألغت تلك المناورات المثيرة للجدل والاستفزاز في آن واحد لشركائها الغربيين وخاصة الأوروبيين إضافة إلى المملكة التي تشهد علاقاتها مع الجارة الشرقية توترات بسبب ملف النزاع في الصحراء المغربية.
وذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن بيان لوزارة الدفاع الجزائرية أن القوات المسلحة لم تجر أي تمرينات مع نظيرتها الروسية كما تم تداوله في عدة وسائل إعلام دولية.
وقالت الوزارة في بيانها “تناولت وسائل إعلام دولية مؤخرا معلومات مفادها تنفيذ تمرين تكتيكي مشترك جزائري روسي للقوات البرية في مكافحة الإرهاب جنوب البلاد وفي هذا الصدد فإن وزارة الدفاع توضح أن هذا التمرين العسكري المشترك الذي كان مبرمجا ضمن نشاطات التعاون مع الجيش الروسي في إطار مكافحة الإرهاب، لكن لم يتم إجراؤه”.
لكنها لم تقدم المزيد من التوضيحات وما إذا كانت ألغت المناورات أو أجلتها في حين كانت وسائل إعلام روسية قد أكدت في الفترة السابقة أن البلدين يعتزمان إجراء مناورات مشتركة، مشيرة إلى أنها تشمل تدريبات لمكافحة الإرهاب وهو ما أثار أسئلة حول حاجة روسيا التي تمتلك قوة ضاربة ولديها جهاز استخبارات من بين الأقوى في العالم لمثل هذه التمارين.
إلا أن بعض التفسيرات ذهبت إلى أن الأمر يتعلق بتعزيز التعاون والشراكات بين الجزائر وموسكو التي تتخذ من الجبهة الجزائرية واجهة في المواجهة مع القوى الغربية في مناطق حيوية لمصالحها وخاصة منها الأوروبية وأن المناورات المعلنة التي نفى الجانب الجزائري إجراءها أصلا، ليست إلا رسالة لتلك القوى مفادها إلى أي مدى يمكن أن تذهب روسيا في تهديد مصالح الغرب وأيضا قدرتها على التمدد.
ويناقض بيان الدفاع الجزائرية حتى التصريحات الروسية التي أفادت في وقت سابق عن مناورات مشتركة بين قوات من البلدين، فقد سبق للخارجية الروسية أن نفت على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا أن تكون المناورات المقررة تستهدف بلدا ثالثا، في إشارة للمغرب حيث كان مبرمجا إجراء التدريبات الروسية الجزائرية على حدوده.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيانها الثلاثاء إن “جميع التمارين العسكرية مع الجانب الروسي أو مع أي شريك آخر يتم الإعلان عنها من قبل الوزارة فقط”.
ويأتي هذا الردّ المربك في توقيته ومضامينه بينما ذكرت وسائل إعلام دولية في الفترة الأخيرة أن الجيشين الجزائري والروسي أجريا مناورات مشتركة بمنطقة بشار جنوبي غرب الجزائر على الحدود المغربية في الفترة بين 16 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وكانت القوات البحرية الجزائرية قد أجرت مناورات مشتركة مع نظيرتها الروسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالبحر المتوسط استمرت لمدة أربعة أيام.
وترتبط موسكو والجزائر بعلاقات وثيقة وتؤكد مصادر عسكرية ودبلوماسية غربية أنها من أوثق حلفاء موسكو في إفريقيا ومن أكبر مستورد الأسلحة الروسية، متحدثة عن صفقة تسليح تبلغ 17 مليار دولار لتعزيز قدرات قواتها وتحديث ترسانتها وهو ما تعتبره الولايات المتحدة إسنادا ماليا لموسكو في حربها على أوكرانيا وهو أيضا دعم يخالف جهود غربية بقيادة واشنطن لتضييق الخناق المالي على الروس.
ويرجح أن النفي الجزائري لإجراء مناورات مشتركة مع قوة روسية قوامها نحو 100 جندي جاء على وقع مخاوف من تضرر العلاقات مع الشركاء الغربيين أو بضغط من قوى أوروبية، بينما تجد الجزائر نفسها عالقة في مأزق علاقات.