أخبار السياسة المحليةحوارات وتقارير

تركيا ودورها المثير للجدل في السودان: دعم عسكري واستهداف المدنيين

متابعات: صقر الجديان 

يشهد السودان في الفترة الأخيرة تطورات خطيرة تتعلق باستخدام الطائرات المسيرة التركية في العمليات العسكرية، وهو ما أثار استياء واسع النطاق بين المدنيين والمنظمات الحقوقية. هذه الطائرات، المعروفة بدقتها في إصابة الأهداف، أصبحت أداة مثيرة للجدل بسبب استخدامها المزعوم في استهداف المدنيين والبنية التحتية، مما يعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.

وفقًا لتقارير ميدانية، قام الجيش السوداني باستخدام طائرات “بيرقدار” التركية المسيرة، التي تشتهر بدقتها العالية في إصابة الأهداف، في عمليات عسكرية عدة. ورغم الدقة التي توفرها هذه الطائرات، فإن التقارير تؤكد استخدامها في استهداف المناطق السكنية، مما أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء وتشريد مئات الأسر.

تتواجد هذه الطائرات، سيئة السمعة، في مطار بورتسودان، حيث تُستخدم بشكل مكثف في العمليات العسكرية. ويؤكد مراقبون أن استمرار استخدام هذه الطائرات في الصراع يعكس تجاهلًا واضحًا للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمناطق السكنية أثناء النزاعات المسلحة.

لم يقتصر الدور التركي على توفير الطائرات المسيرة فقط، بل تجاوز ذلك إلى تقديم الدعم اللوجستي والعسكري بشكل أوسع. وفقًا لتقارير محلية، وفرت تركيا أسلحة متطورة للجيش السوداني تحت غطاء المساعدات الإنسانية، مما أثار انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان.

طائرة-بيرقدار
مسيرات بيرقدار التركية

كما أن تركيا فتحت أبوابها لقيادات الحركة الإسلامية، مثل عبد الحي يوسف، الذي يُتهم بالتحريض على العنف والانخراط في سياسات تسببت في تدهور الوضع السوداني. هذا الدعم يعزز النفوذ التركي في السودان، ولكنه في الوقت ذاته يزيد من تعقيد الأزمة السودانية.

تصاعدت الأصوات المطالبة بحظر المجال الجوي السوداني أمام الطائرات المسيرة، سواء التركية أو غيرها، لوقف استهداف المدنيين والمناطق السكنية. وقد دعت منظمات حقوقية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هذه الانتهاكات، وفرض عقوبات على الجهات التي تساهم في تسليح أطراف الصراع السوداني.

وبينما يوجه الجيش السوداني ميزانيات ضخمة نحو شراء الأسلحة والطائرات المسيرة، يعيش الشعب السوداني أزمة إنسانية خانقة، مع تزايد معدلات الفقر والجوع. هذا التناقض الصارخ بين الأولويات العسكرية والأوضاع المعيشية يثير تساؤلات عن السياسات التي تنتهجها الحكومة في ظل الأزمة المستمرة.

يُظهر الدور التركي في السودان أن الصراع لا يقتصر على الأطراف الداخلية فحسب، بل يمتد ليشمل أطرافًا خارجية تسهم في تعميق الأزمة. استخدام الطائرات المسيرة التركية في العمليات العسكرية يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لوقف التصعيد وحماية المدنيين، مع إعادة توجيه الموارد نحو معالجة الأوضاع الإنسانية الملحة في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى