تزايد موجات النزوح من الفاشر إلى طويلة والفارون يروون قصصاً مروعة
الفاشر – صقر الجديان
ارتفعت وتيرة النزوح من الفاشر بولاية شمال دارفور إلى بلدة طويلة، نحو 60 كيلومتر غربي الفاشر، وروى النازحون قصصا مفزعة أثناء فرارهم من القتال بعاصمة الولاية.
ومنذ حوالي شهر تدور معارك عنيفة بشكل متصل بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من جانب وقوات الدعم السريع ما خلف مئات القتلى والجرحى وموجة نزوح واسعة أسفرت خلال الفترة من 24 مايو وحتى الثالث من يونيو الحالي عن حوالي 28 ألف نازح.
وحسب المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال في تصريح صحفي فإن آلاف النازحين الفارين من المعارك الدائرة بمدينة الفَاشِر وصلوا، أمس الإثنين، إلى بلدة طويلة والقرى المحيطة بها غربي الفاشر.
وقال مسؤول في لجنة إيواء النازحين بطويلة في تصريح صحفي مصور إن أوضاع النازحين الذين وصلوا المدينة صعبة ولا يتوفر لهم الغذاء والدواء والمياه ومواد الإيواء.
وتشير “شبكة صقر الجديان” إلى أن بلدة طويلة كانت تحت سيطرة الجيش لكن مع انسحابه المستمر تحت هجمات وتمدد قوات الدعم السريع، بسطت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور سيطرتها على منطقة طويلة لحماية النازحين الفارين من القتال.
وطبقا لمسؤول لجنة الإيواء – تابع للسلطة المدنية لحركة تحرير السودان- فإن احتياجات النازحين تفوق قدرات البلدة في ظل غلاء متصاعد للسلع الأساسية وندرة بعضها وانعدام المال لدى الفارين.
وذكر أن المنطقة تخلو من الخدمات الطبية والمستشفى الوحيد بالمدينة يعاني من نقص حاد في المستهلكات الطبية.
وقال النازحون في إفادات مصورة أجرتها المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين إنهم غادروا الفاشر جراء تعرضهم للقصف بشكل يومي في ظل المعارك التي تدور بالمدينة، فضلا عن تعرضهم للنهب والسلب وفقدانهم للاحتياجات الأساسية للحياة – حسب تعبيرهم -.
رواية قاسية
وتقول نازحة فرت من الفاشر ووصلت ضمن فوج من الشاحنات إلى طويلة الواقعة تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، إن سبب خروجهم من المدينة هو «الدانات» – القذائف – وتعقد الظروف المعيشية.
وتشير النازحة إلى أنهم في طريقهم إلى طويلة وجدوا كل القرى وقد أحرقت.
وتقول حكومة شمال دارفور إن الولاية بها نحو مليون ونص المليون نازح أغلبهم من النازحين جراء حرب دارفور منذ العام 2003، ويقيمون في ثلاثة مخيمات شمال وغرب وحنوب مدينة الفاشر، بينما الألاف من جملة النازحين وصلوا إلى الفاشر ومحيطها، بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل العام الماضي، حيث طالت الحرب قراهم ومدنهم.
وحسب الأمم المتحدة فإن نحو 800 ألف مدني بالفاشر تتعرض حياتهم للخطر بسبب القتال الدائر.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، الثلاثاء، إن ستة أطفال على الاقل لقوا مصرعهم في الفاشر منذ يوم الجمعة الماضية بعد اشتداد القتال في المدينة.
وصول مساعدات
إلى ذلك أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، عن وصول ثلاث شاحنات تحمل مواد الإغاثة الأساسية إلى شمال دارفور عبر الحدود مع تشاد المجاورة.
وأفادت أن هذه الشاحنات وصلت بعد أسابيع من الانتظار، حسب قولها.
وذكرت مفوضية اللاجئين في صفحتها بتطبيق إكس أنها ستبدأ مباشرة، اليوم الثلاثاء مع شركائها في توزيع المساعدات الانسانية على 1,140 أسرة محتاجة في محليتي أَم برو وكرنوي، شمالي ولاية شمال دارفور .
واعتبرت المفوضية أن الحدود مع الجارة تشاد حيوية للمتضررين بدارفور وحذرت مما سمته استمرار تضاؤل الاهتمام العالمي بالأزمة بالسودان.
وتابعت بالقول “لا يمكن تجاهل هذه الأزمة لتصبح حالة أخرى من حالات الطوارئ المنسية”.
ويجبر القتال العنيف بين الجيش السوداني وحلفائه من جانب وقوات الدعم السريع من جانبآخر، خصوصا بمدينة الفَاشِر عاصمة ولاية شمال دارفور، ألاف المدنيين والنازحين على الفرار من المدينة إلى بلدات وقرى أخرى بالولاية في ظروف يفتقرون فيها الاحتياجات الضرورية من ماء وغذاء وإيواء، طبقا لمنظمات ولجان محلية بمواقع النزوح الجديدة.