تضرر نحو «50» عائلة من فيضانات اجتاحت منطقة «متاتيب المعسكر» بولاية كسلا
كسلا – صقر الجديان
تسببت فيضانات اجتاحت منطقة متاتيب المعسكر الواقعة في مجرى نهر القاش شمال الدلتا بولاية كسلا شرقي البلاد في تشريد نحو 40-50 عائلة وأجبرتهم على البقاء في العراء.
واجتاح المنطقة فيضان قوي يوم الثلاثاء، ما أدى إلى فقدان السكان معظم ممتلكاتهم، دون تسجيل أي وفيات أو إصابات، وفقًا لما أفاد به عضو غرفة طوارئ المحليات الشمالية، علي محمد علي.
وكان سكان محليون قد وثقوا خلال مقاطع مصورة مشاهد تُظهر غمر المياه للمنازل المبنية من القش والمواد المحلية، محذرين من كارثة بيئية وصحية وشيكة نتيجة اندفاع كميات كبيرة من المياه إلى داخل القرى.
ومع كل موسم أمطار يتكرر هذا المشهد في مناطق واسعة في البلاد دون حلول جذرية من السلطات المحلية أو المركزية.
وقد شهدت ولاية كسلا خلال السنوات الماضية أزمات إنسانية متكررة جراء فيضان نهر القاش، كان أبرزها تفشي الأوبئة المرتبطة بالمياه الملوثة، مثل الكوليرا والحميات.
وأوضح عضو غرفة الطوارئ أن الفيضان بدأ يوم الثلاثاء واستمر حتى الأربعاء، وتسبب في دمار واسع داخل منطقة متاتيب المعسكر، ما أجبر السكان على الاحتماء بالردميات الترابية على ضفاف النهر.
وأضاف «المنطقة لا تزال مغمورة بالمياه. إذ لم يُعرف ما إذا كانت المياه ناتجة عن السيول أم عن اندفاع مباشر من نهر القاش، نظرًا لطبيعة المنطقة».
وأشار إلى أن «الأوضاع الصحية في المنطقة المتأثرة بالفيضان تُنذر بالخطر، حيث لا تتوفر مراحيض كافية، ويتبرز المراطنون في العراء، ما يوفر بيئة مواتية لتفشي الأمراض المعدية».
الخطر ما يزال قائمًا
ونوه إلى أن هناك مناطق أخرى معرضة للخطر المباشر، خاصة في محليتي أروما وتلكوك، حيث تُقدر نسبة القرى المهددة في الأولى بأكثر من 50%، وفي الثانية بأكثر من 30%.
كما أشار إلى أن الطرق المؤدية إلى منطقة وقر، عاصمة شمال الدلتا، تتعرض للانقطاع أحيانًا بسبب تدفق المياه، مما قد يؤدي إلى عزلها بالكامل وتعرضها لخطر الفيضان.
وأكد أن اللجان المجتمعية العاملة في مناطق القاش رغم كثرتها لا تمتلك القدرة على التعامل مع حجم الكارثة، حاثًا السلطات والمنظمات الإنسانية لتوفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك «المشمعات، والخيام، والدفايات، والناموسيات، ومضخات الشفط، ومبيدات الرش، والمواد الغذائية».
وكان والي كسلا المكلف، الصادق محمد الأزرق، قد تفقد يوم الثلاثاء أعمال الحماية من نهر القاش بالمحليات الشمالية، بحسب وكالة السودان للأنباء.
وشملت الزيارة الميدانية عدداً من المواقع المتضررة، بالتزامن مع تصاعد منسوب مياه القاش وتهديده لمزيد من المناطق.