تفشي الأمراض بجنوب الخرطوم وسط مخاوف من كارثة صحية
الخرطوم – صقر الجديان
تشهد أحياء جنوب الخرطوم تفشيًا واسع النطاق للكوليرا والأمراض الأخرى، وسط مخاوف من حدوث كارثة صحية جراء عدم التدخل الرسمي وانهيار المؤسسات الطبية في المنطقة.
وتعرضت المرافق الصحية والصيدليات للنهب والإتلاف على يد عناصر الدعم السريع إبان سيطرتهم على أحياء جنوب الخرطوم التي استعادها الجيش في أواخر مارس المنصرم.
وأفاد المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام أحمد فاروق ، الخميس؛ بـ “رصد 15 حالة جديدة بوباء الكوليرا تشمل 5 حالات وفاة خلال أسبوعين في جنوب الخرطوم”.
وقال إن المنطقة تواجه أوضاعًا صحية حرجة، جراء زيادة معدلات الإصابة بالأمراض الوبائية مع تدهور الوضع الإنساني وانهيار البنية التحتية الصحية، محذرًا من حدوث كارثة صحية وشيكة حال عدم التدخل لإنقاذ الوضع.
وكشف عن تسجيل المرافق الصحية العاملة في جنوب الخرطوم 60 إصابة بالإسهالات المائية و75 حالة بالملاريا الحبشية، وسط انعدام تام للأدوية ووسائل مكافحة الناقل، مما يهدد بانتشار واسع للأمراض.
وذكر المتحدث بأنهم رصدوا 57 حالة اشتباه بحمى الضنك، منها ثلاث إصابات مؤكدة، داعيًا المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى ضرورة التدخل لتقديم الدعم الطبي واحتواء انتشار الأوبئة للحيلولة دون تفاقم الوضع في المنطقة.
بدوره، قال حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم إنه رصد تفشيًا خطيرًا ومؤكدًا في مناطق جنوب الخرطوم، خاصة الكلاكلة وفتيح العقليين ومنطقة الصالحة بجنوب أم درمان.
وكشف عن تصاعد الإصابات والوفيات بصورة يومية في ظل انهيار الخدمات الصحية وغياب الاستجابة الرسمية، مؤكدًا على أن هذه المناطق تعاني من وضع بيئي وصحي متدهور.
وذكر أن هذا التدهور يتمثل في شح مياه الشرب وتراكم النفايات وتلوث البيئة وانعدام الأدوية والمحاليل الوريدية، إلى جانب النقص الحاد في الكوادر الطبية.
وأضاف: “تحوّلت بعض الأحياء إلى مناطق منكوبة فعليًا، وسط عجز تام عن احتواء الوضع”.
تقييد الحركة
وقال الحزب إن الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مباشرة بحق سكان أحياء الصالحة جنوبي أم درمان، من بينها منع المواطنين من مغادرة المنطقة لتلقي العلاج وإعاقة حركة المصابين والكوادر الطبية.
وأشار إلى أن هذا الأمر زاد من أعداد الوفيات، وحوّل المرض إلى أداة قمع إضافية وسط المدنيين المحاصرين.
وتسيطر الدعم السريع على الصالحة، حيث تمنع المواطنين من الخروج من منازلهم لجلب الغذاء والمياه مع إغلاق الطرق التي تؤدي إلى خارج المنطقة.
ويأتي هذا التشديد، بعد أيام من تنفيذها إعدامًا جماعيًا لـ 30 مدنيًا بإطلاق الرصاص، قُوبل بغضب شعبي ورسمي واسع، أجبر الدعم السريع على نفي صلتها بالواقعة قبل أن يقر أحد قادتها بإصداره أمرًا للمقاتلين لتصفية المدنيين.
تفشي الملاريا
وفي السياق، كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن تفشي الملاريا (الحبشية) بصورة واسعة، حيث وصلت حالات الإصابة إلى أكثر من 200 حالة بينهم 19 وفاة خلال الأيام الماضية.
وقالت عضو اللجنة التمهيدية أديبة إبراهيم السيد، إن اللجنة رصدت تفشي نوع من أنواع الملاريا الحبشية بصورة واسعة، حيث بلغت حالات الإصابة 208 إصابة، منها 68 حالة بالخرطوم و140 حالة بولايات شرق السودان.
وأفادت أن عدد الوفيات بلغ 8 حالات وفاة بولايات الشرق و11 وفاة بالخرطوم خلال الأيام الماضية.
وتتمثل أعراض الملاريا الحبشية في الحمى المستمرة والصداع والتكسير في الجسم والقيء وعدم الرغبة في الطعام، حيث تؤدي هذه الأعراض إلى أنيميا حادة قد تُحدث كومة مفاجئة في الجسم.
وناشدت أديبة السلطات بردم تجمعات المياه في البرك والرش بالمبيدات، كما دعت المواطنين للاهتمام بالنظافة للوقاية من المرض وإسعاف المرضى بأسرع ما يمكن.
وتوقف عمل ما يصل إلى 80% من المرافق في مناطق النزاع النشطة، ونحو 45% من المرافق في المناطق الأخرى، وذلك من أصل قرابة 300 مستشفى عام و6,500 منشأة للرعاية الصحية الأولية.
ويكافح النظام الصحي تفشي أمراض وبائية واسعة النطاق مثل الكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، والتهاب العيون، إضافة إلى علاج جرحى الهجمات العشوائية التي يشنها أطراف النزاع.