تفشي سوء التغذية في مخيمات النازحين بدارفور وسط غياب المنظمات
نيالا – صقر الجديان
أظهرت صور بثها نشطاء مدنيون تردي الأوضاع الإنسانية في مخيمات النازحين بإقليم دارفور جراء نقص الغذاء الحاد الذي خلف تفشيا لحالات سوء التغذية وسط الأطفال.
ورغم أن المفوض العام للعون الإنساني بالسودان سلوى آدم بنية شككت خلال لقاء تفاكري مع المنظمات الطوعية ببورتسودان أمس في مصداقية تقارير أممية تتحدث عن نذر مجاعة بالسودان، الا أن نشطاء أبلغوا بأن مخيمات النزوح تعاني نقصا حادا في الغذاء.
وتقول أمينة محمد عبد الرحمن مسؤولة المرأة بمخيم كلما للنازحين في نيالا بولاية جنوب دارفور إن النازحين بالمخيم لم يتلقوا مساعدات غذائية منذ اندلاع الحرب قبل حوالي عشرة أشهر.
وتضيف أمينة أن النساء لا يستطعن الذهاب إلى الوادي المجاور للمخيم أو إلى داخل المدينة للعمل خوفا من التعرض للاغتصاب، كما أن أغلب السكان بنيالا فروا إلى مناطق أخرى بسبب الحرب.
ويشير المتحدث باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال في حديث لسودان تربيون إلى أن الوضع الإنساني بالمخيمات أصبح لا يطاق في ظل تنامي نقص الغذاء وازدياد حالات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال.
وأوضح أن مخيمات النزوح القائمة قبل الحرب وحتى تلك التي نشأت بعد الحرب بمناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور بجبل مرة تعاني من نقص المساعدات على حد سواء.
وأوضح أن الحصول على احصاءات بحالات سوء التغذية في مخيمات النازحين بدارفور تظل مهمة صعبة في ظل الوضع الأمني المتدهور وتردي خدمات الاتصالات والانترنت.
وبثت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين مقاطع مصورة لأطفال في مخيم مكجر بولاية وسط دارفور ألتقطت أمس الأحد، وقالت إن هؤلاء الأطفال يواجهون سوء التغذية جراء نقص الغذاء وانعدام الأدوية المنقذة للحياة.
وقبلها نشرت المنسقية صورا لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد في مخيم نيرتتي الواقع في مناطق سيطرة حركة تحرير السودان.
كما نشرت المنسقية صورا مشابهة لأطفال مصابون بسوء التغذية في مخيمات كلما وكاس بولاية جنوب دارفور، مؤكدة أن شبح المجاعة يطل برأسه في الإقليم الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات من جملة ولايته الخمس.
وخلال فبراير الحالي توصلت الحكومة السودانية والأمم إلى اتفاق يقضي بفتح معابر عبر الطينة التشادية والرنك بدولة جنوب السودان لإدخال المساعدات الإنسانية.
وتحفظت كل من قوات الدعم السريع وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي على الاتفاق وطالبا بإشراكهما في الترتيبات الخاصة بإيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وفي مطلع مارس الحالي أطلقت منسقية مخيمات النازحين بولاية شمال دارفور نداءا إنسانيا للتدخل السريع في مخيمي كساب وفتا برنو قائلة أن الوضع الأمني والإنساني بالمخيمين في غاية الصعوبة والتعقيد.
ونوهت المنسقية وقتها إلى أن سكان المخيمين يعتمدون على المساعدات الإنسانية من المنظمات إلى جانب إنتاج الذرة، وهو ما لم يحدث هذا الموسم بسبب الحرب.
في المقابل أكدت المفوض العام للعون الإنساني السوداني، سلوى آدم بنية، التزام المفوضية بتقديم كافة التسهيلات المرتبطة بأداء ومهام المنظمات والوكالات الأممية العاملة في مجال العمل الإنساني، مشددة على ضرورة الالتزام الكامل بقوانين وشروط الدولة في ظل الحرب بالسودان.
وقالت إن الاستجابة الدولية لحجم المساعدات ضعيف جدا ولا تتناسب مع الحوجة المعلنة في البلاد، مشيرة إلى أن مؤتمر المانحين في جنيف أسفر عن التزامات بتوفير 2.6 مليار دولار لم يتحصل السودان منها سوى ربع المبلغ في العام الماضي.
وناشدت المسؤولة العالم باظهار مزيد من الاهتمام بالشأن الإنساني السوداني، منوهة إلى اهتمام المفوضية بوصول المساعدات للسودانيين في كل مناطق النزوح واللجوء خارج السودان والمناطق التي يسيطر عليها التمرد.
وأفادت بنية أن الحكومة السودانية سمحت بدخول شاحنات محملة بالمساعدات من أدري التشادية إلى الجنينة وشددت على أهمية التزام المنظمات بإدخال المساعدات عبر المعابر المحددة مسبقا، مع إمكانية التفاكر مستقبلا حول معابر أخرى حسب الحوجة وما يسمح به الوضع الأمني خاصة وأن مسؤولية حماية العاملين في المجال الإنساني تقع على الحكومة.