تقارير أممية: قوات تأسيس تنفذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين في الفاشر وبارا
الفاشر – صقر الجديان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الإثنين، إنه تلقى تقارير متعددة ومقلقة تفيد بارتكاب قوات تأسيس انتهاكات جسيمة، من بينها عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين، عقب سيطرتها على أجزاء واسعة من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ومدينة بارا بولاية شمال كردفان، خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح المكتب في بيان نُشر على موقع الأمم المتحدة أن المقاطع المصوّرة التي تلقاها تُظهر “عشرات الرجال العزّل يتعرضون لإطلاق نار أو يُشاهدون جثثًا محاطة بمقاتلي قوات تأسيس”، مشيراً إلى أن الضحايا اتُّهموا بالانتماء إلى القوات المسلحة السودانية.
وأضاف البيان أن المكتب تلقى تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة بحق مدنيين حاولوا الفرار من الفاشر، بينهم صحفي، بالإضافة إلى مقتل متطوعين إنسانيين محليين جراء القصف المدفعي بين 22 و26 أكتوبر الجاري.
كما أشار المكتب إلى ورود تقارير عن قتل خمسة مدنيين رمياً بالرصاص بعد محاولتهم إدخال إمدادات غذائية إلى المدينة التي تخضع لحصار قوات تأسيس منذ أكثر من عام ونصف.
وفي مدينة بارا، قال البيان إن قوات تأسيس نفذت إعدامات ميدانية لمدنيين بعد سيطرتها على المدينة في 25 أكتوبر، مشيراً إلى أن الضحايا وُجهت إليهم اتهامات بدعم الجيش السوداني، وأن “عشرات المدنيين قُتلوا خلال العملية”.
من جانبه، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن “قلقه البالغ” إزاء خطورة الوضع في الفاشر، محذراً من “احتمال تصاعد الفظائع ذات الدوافع القبلية”، وداعياً إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لمن يحاولون الفرار.
وقال تورك: “يتعين على قوات تأسيس اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لوقف الانتهاكات، بما في ذلك أعمال الانتقام والعنف القَبلي”، مشدداً على أن “القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب”.
كما دعا المفوض السامي الدول ذات النفوذ إلى “التحرك العاجل لمنع ارتكاب فظائع جديدة في السودان، ومحاسبة المسؤولين عنها”، مؤكداً أن “المساءلة أمر ضروري لمنع تكرار الانتهاكات”.
ويخوض الجيش السوداني وقوات تأسيس حرباً منذ 15 أبريل 2023، تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليوناً، وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
