تقرير أممي: النشاط البشري يحرك الاحترار العالمي بشكل لا لبس فيه وبمعدل غير مسبوق
أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرا يوم الاثنين قالت فيه إن تغير المناخ واسع الانتشار وسريع ومكثف وبعض الاتجاهات الآن لا رجعة فيها.
وأفاد التقرير بأن تغير المناخ بفعل الإنسان يؤثر على العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة في كل منطقة في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن العلماء يراقبون التغيرات في جميع أنحاء النظام المناخي للكوكب في الغلاف الجوي والمحيطات والجليد الطافي وعلى اليابسة.
وحذر التقرير من أن الكثير من هذه التغيرات غير مسبوقة، وبعض التحولات جارية الآن، في حين أن بعضها مثل استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر، أصبح بالفعل “لا رجعة فيه” إلى آلاف السنين قدما.
وأوضح أنه لا يزال هناك وقت للحد من تغير المناخ، بحسب خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، حيث يمكن أن تؤدي التخفيضات القوية والمستمرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى إلى تحسين جودة الهواء بسرعة، ويمكن أن تستقر درجات الحرارة العالمية خلال فترة 20 إلى 30 عاما.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن تقرير مجموعة العمل ليس أقل من “رمز أحمر للإنسانية وجرس إنذار يصم الآذان، ولا يمكن دحض الأدلة”.
وأشار إلى أن عتبة 1.5 درجة مئوية المتفق عليها دوليا فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي للاحترار العالمي قريبة بشكل كبير.
وقال: “نحن في خطر وشيك للوصول إلى 1.5 درجة مئوية في المدى القريب.. الطريقة الوحيدة لمنع تجاوز هذه العتبة هي من خلال تكثيف جهودنا بشكل عاجل، والمثابرة على المسار الأكثر طموحا”.
وشدد غوتيريش على ضرورة التصرف بشكل حاسم الآن لإبقاء وعد الـ 1.5 درجة مئوية حيا.
وأفاد الأمين العام للأمم المتحدة في رد مفصل على التقرير بأن الحلول كانت واضحة، مضيفا أن الاقتصادات الشاملة والخضراء، والازدهار والهواء النظيف والصحة الأفضل ممكنة للجميع، “إذا استجبنا لهذه الأزمة بتضامن وشجاعة”.
وقال غوتيريش إنه قبل مؤتمر الأطراف للمناخ (COP26) الحاسم في غلاسكو في نوفمبر، يتعين على جميع الدول وخاصة اقتصادات مجموعة العشرين المتقدمة، الانضمام إلى صافي الانبعاثات الصفرية، وتعزيز وعودها بشأن إبطاء الاحتباس الحراري وعكس اتجاهه، بمساهمات ذات مصداقية وملموسة ومحسنة على الصعيد الوطني التي تحدد الخطوات التفصيلية.
هذا، ويسلط التقرير، الذي أعده 234 عالما من 66 دولة، الضوء على أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة المناخ بمعدل غير مسبوق في آخر ألفي عام على الأقل.
ففي عام 2019، كانت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى من أي وقت مضى خلال ما لا يقل عن مليوني سنة، وكانت تركيزات الميثان وأكسيد النيتروس (أكسيد النيتروجين الثنائي) أعلى من أي وقت في آخر خلال الأعوام الـ 800 ألف الأخيرة.
وزادت درجة حرارة سطح الأرض بشكل أسرع منذ عام 1970 مقارنة بأي فترة 50 عاما على مدار الألفي سنة الماضية على الأقل، ويشير التقرير إلى أنه على سبيل المثال، تجاوزت درجات الحرارة خلال العقد الأخير (2011-2020) تلك التي امتدت لقرون متعددة في الفترة الدافئة.
وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بشكل أسرع منذ عام 1900 مقارنة بأي قرن سابق في الأعوام الثلاثة آلاف الماضية على الأقل.
وتوضح الوثيقة أن انبعاثات غازات الدفيئة من الأنشطة البشرية مسؤولة عن حوالي ما مقداره 1.1 درجة مئوية من الاحترار بين عامي 1850-1900، ووجدت أنه في المتوسط على مدار العشرين عاما القادمة، من المتوقع أن تصل درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية أو تتجاوزها.
ويحذر علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين سيتم تجاوزه خلال القرن الحادي والعشرين، ما لم تحدث تخفيضات سريعة وعميقة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في العقود المقبلة، تحقيقا لأهداف “اتـفاق باريس” لعام 2015.
ويعتمد التقييم على بيانات محسنة عن الاحترار التاريخي، فضلا عن التقدم في الفهم العلمي لاستجابة نظام المناخ للانبعاثات التي يتسبب بها الإنسان.