تقرير أممي يرسم صورة قاتمة عن الأمن الغذائي في السودان حال إنتشار كورونا
الخرطوم – صقر الجديان
رسم تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة صورة قاتمة عن الأمن الغذائي في السودان نسبة لتأثير فايروس كورونا الجديد وتوسع الإغلاق الكلي وحاجة المواطنين الى إستهلاك معدلات عالية للغذاء بالتزامن مع الحجر الصحي وشلل متوقع في العمالة في مناطق الإنتاج.
ورجح تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة بالسودان أن يترك فايروس كورونا الجديد تأثيرا على الأمن الغذائي والتغذية بينما يتغير الوضع بسرعة خاصة مع إشتداد حاجة السودان إلى إستيراد القمح بقيمة تزيد عن مليار دولار سنويا وظهور عوامل لم تكن في الحسبان .
ونقل التقرير إحصائيات من بعثة تقييم إمدادات المحاصيل والغذاء في السودان الصادر في 2020 مشيرة الى إن إنتاج القمح السوداني هذا العام يقدر بنحو 726,000 طن وهو ما يمثل حوالي 25 % من إجمالي استهلاك البلاد للقمح (2.9 مليون طن).
ونوه التقرير إلى أن السودان يحتاج هذا العام إلى إستيراد حوالي 2.2 مليون طن من القمح وبالنسبة للمحاصيل المعتمدة على الإستيراد مثل القمح والذرة والأرز، يستورد السودان عادة حوالي 70 إلى 80 في المائة من الكمية لأن الإنتاج المحلي أقل من الطلب والاستهلاك .
وأردف “إستورد السودان 2.7 مليون طن من القمح ودقيق القمح في 2019، بلغت قيمتها نحو 1.1 مليار دولار أمريكي وفقاً لأحدث تقرير عن التجارة الخارجية صادر عن البنك المركزي”.
وبين التقرير أنه على ضوء التدابير ذات الصلة بفايروس كورونا الجديد فرضت بعض البلدان المصدرة للحبوب قيوداً على الصادرات وأعلنت حكومة روسيا في الثاني من أبريل الشهر الماضي قيوداً على صادرات الحبوب بما في ذلك القمح وحددت سقفاً لا يتجاوز 7 ملايين طن بين 1 أبريل إلى 30 يونيو 2020.
ورأى التقرير أن روسيا تعتبر واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم وفي الموسم الزراعي من يوليو 2018 إلى يونيو 2019 كانت قد صدرت أكثر من 43.3 مليون طن من جميع الحبوب بما في ذلك 35 مليون طن من القمح وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الروسية.
ونبه التقرير إلى أن بعض الدول المصدرة للحبوب حذت حذوها بما في ذلك رومانيا وأوكرانيا وقيدت أيضا صادرات الحبوب وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة للسودان، خاصة إذا ما جرى تمديد هذه القيود إلى ما بعد يونيو المقبل .
وقال التقرير إن السودان استورد العام الماضي 36% من القمح من هذه البلدان الثلاثة حيث شكلت الواردات من روسيا حوالي 66 % من إجمالي قيمة الواردات وفقاً لبنك المركزي.
وحذر التقرير من أن ما يزيد من تفاقم الوضع نقص العملة الصعبة لإستيراد السلع الاستراتيجية طبقا لصندوق النقد الدولي في تقرير صدر في مارس 2020 إن احتياطيات السودان الدولية منخفضة وكانت تقدر بنحو 1.4 مليار دولار في أكتوبر 2019 أو ما يعادل شهرين من الواردات.
وإحتوى التقرير على تحذيرات من نشرة الإنذار المبكر في أبريل 2020 حيث أكدت الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني (تحالف بين وكالات الأمم المتحدة والحكومة) إنه إذا ما استمرت حالات فايروس كورونا المستجد في الزيادة، فإن الأمن الغذائي سيتأثر إذ أن جزءاً من المتأثرين هم بالضرورة جزء من القوى العاملة المنتجة.
وأوضح التقرير “سيؤثر ذلك على توفر الغذاء واستهلاكه، فضلاً عن تأثر أجزاء من الاقتصاد الأكثر عرضة لتقلبات العرض والطلب مثل النقل والطاقة والتصنيع “.
وذكر التقرير نقلا عن الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني قولها إن التأثير المباشر سيكون في أسواق المواد الغذائية بسبب نقص العمالة إذا استمر ذلك الوضع لافتا إلى تأثير آخر سيبرز في انقطاع النقل وتدابير الحجر الصحي التي تحد من وصول المزارعين إلى أسواق المدخلات والمخرجات علاوة على زيادة في فقد وهدر الطعام نتيجة لانقطاع سلسلة الإمداد الغذائي.
وعزا التقرير الصورة القاتمة المتوقعة الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وضعف القوة الشرائية وأكد انهما سيؤثران سلباً على القدرة للحصول على الغذاء بحسب الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني التي اشارت إلى أن أنماط الاستهلاك سوف تتحول إلى نوعيات وكميات منخفضة من الغذاء، مما سيزيد من معدلات سوء التغذية.