حوارات وتقارير

تقرير أوروبي يحذر من فشل الانتقال وينتقد ضعف الشق المدني أمام سيطرة العسكر بالسودان

الخرطوم – صقر الجديان

إنتقد الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جان بابتيست جالوبين عزوف المجتمع الدولي عن دعم السلطة المدنية في السودان بعد سقوط النظام السابق محذرًا من أن الشراكة السيئة تطغى على المشهد الانتقالي في هذا البلد حيث يتقاسم العسكريون السلطة مع المدنيين.

وأوضح جالوبين الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومقره في برلين في تقرير نشره وحمل عنوان (شراكة سيئة …كيف تهدد الأموال المظلمة الانتقال في السودان ) مساء الثلاثاء أن ” السودان يواجه فشلًا في الانتقال إلى الحكم الدستوري ولم يبدأ إصلاحات المؤسسات السيادية ويواجه المدنيون اقتصادًا متفاقمًا”.

ونبه جالوبين إلى “إشتعال العنف المناطقي والإنخفاض الحاد في مستوى المعيشة ” وأوضح أن الشق المدني في السلطة الانتقالية غير مستعد لمواجهة الجنرالات العسكريين الذين يسيطرون على شبكة واسعة من الشركات ويتصدقون على البنك المركزي ووزارة المالية من أجل الكسب السياسي”.

وحذر جالوبين من أن هناك من يجهز نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حاكمًا مرتقبًا على السودان لكن التقرير كشف في ذات الوقت أن الجيش يعارض هذا المخطط.

وانتقد جالوبين ما أسماه خذلان الدول الغربية والمؤسسات الدولية للشق المدني في السودان والفشل في تقديم الدعم المالي والسياسي الذي يعزز سلطات رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك مقابل العسكريين.

ورهن كاتب التقرير الذي يعمل في مجلس العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي :”نجاح الانتقال في السودان بالإستقرار الاقتصادي وسعي المدنيين لإستمالة كفة ميزان القوى لصالحهم بعيدا عن العسكريين وجنرالات الجيش”.

كما أوصى التقرير الأوروبيين بإستخدام علاقاتهم مع رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك المحسوب على الشق المدني والإمارات والسعودية لفرض السيطرة المدنية على شركات الجيش والعسكريين.

وقال الكاتب ” جلبت ثورة ديسمبر 2018 التي أنهت حكم عمر البشير العسكري لمدة 30 عامًا الأمل في ظهور نظام مدني يحكم السودان. ولكن – بعد أقل من عام على تعيين رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك أصبح الشق المدني مغلوبًا على أمره “.

وذكر الكاتب أنه “في ذلك اليوم نفسه في أبريل الماضي كانت المجموعات السياسية في الخرطوم تعج بشائعات عن انقلاب عسكري واستغل الجنرال محمد حمدان داجلو نائب رئيس مجلس السيادة “وهو زعيم شبه عسكري من دارفور يعرف باسم حيمدتي “.

واضاف :”انتقل حميدتي إلى ثاني أهم منصب بعد الثورة كما لعب على مخاوف قوى التغيير بحدوث إنقلاب عسكري في أبريل الماضي وتولى رئاسة اللجنة الاقتصادية وهي هيئة حكومية قومية ووعد بإيداع 200 مليون دولار في البنك المركزي من أمواله الخاصة”.

وأبان الكاتب أنه على الرغم من الوثيقة الدستورية الموقعة بين الطرفين ووضعها الحكومة التي يهيمن عليها المدنيون على عاتقهم فإن جنرالات الجيش يطالبون بصلاحيات كبيرة ويسيطرون على شبكة كبيرة من الشركات التي تحتكر ثروات البلاد ويصف الكاتب هذا الوضع بأنه مثل حبوب يصعب تجرعها بالنسبة للنشطاء الذين قادوا الحراك الشعبي ويرى الكثير منهم أن حمدوك وحكومته “هم دمى للجنرالات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى