تقرير : كيف قاد القدر السوباط لرئاسة الهلال السوداني؟
الخرطوم – صقر الجديان
عاد الاستقرار الإداري لنادي الهلال السوداني، بعد مرور أكثر من شهر من الفراغ ضرب خلالها الإهمال الفريق، إثر انتهاء فترة عمل المجلس السابق برئاسة الدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال.
وانتظرت جماهير الهلال القدر فقط لإنقاذ حال فريقها بشخصية توازي أشرف الكاردينال، لتولي الأمور بعد اعتذار الأخير الرسمي عن تولي رئاسة لجنة التطبيع.
وانتاب القلق الشديد جماهير الهلال، خصوصا وأن سقف الصرف المالي على الفريق أصبح مخيفا، ولم يلوح في الأفق من بين أبناء الهلال من الموجودين ما يملك القدرة على تولي شؤون النادي.
الخوف من الفشل في الصرف المالي على فريق الهلال بعد ذهاب أشرف الكاردينال، وصل لدرجة أن تنظيمان اندمجا على استحياء، لتكوين لجنة التطبيع حتى ينجحا في المعادلة المالية.
الصدفة
الصدفة والقدر ودرهم الحظ لعبوا دورا في تولي هشام حسن السوباط، رئاسة لجنة التطبيع، فقد وجد نادي الهلال ضالته في رجل أعمال شاب ورياضي ورجل اقتصاد ومال، حيث يشبه السوباط قيادات تاريخية من حيث التأهيل الأكاديمي، ما يعني منح الهلال المكانة الأدبية المطلوبة.
ووجد رئيس الهلال الجديد نفسه من حيث التأهيل الأكاديمي وإدارة المال والإعمال، يشبه رئيسين سابقين للهلال، كالراحل عبد المجيد منصور مدير البنوك، ورجل الأعمال الأشهر بالسودان طه علي البشير، الذي يتشارك السوباط، كونهما تخرجا من كلية الاقتصاد بالجامعة الأعرق والأعلى مكانة في السودان وهي جامعة الخرطوم.
علاقة الرئيس الجديد للهلال السوداني بالرياضة بدأت منذ صغره، في أميز وأفضل الأندية وهو نادي النيل بمدينة سِنْجَة التاريخية جنوب وسط السودان، وهو أحد الأندية ذات التقاليد بالسودان، ويرتكز على القيم والأخلاق الاجتماعية وهو ما شكل شخصية السوباط.
لعبة القدر
ويقول مهنا أحمد البشير، الذي يعتبر بمثابة الذراع الأيمن للسوباط، : “السوباط له علاقة بالرياضة وكرة القدم تحديدا، فهو عمل بمجلس الإدارة في نادي النيل لفترتين بداية من 2005، ثم في 2010 وذلك في منصب نائب الرئيس، بينما عملت أنا في منصب أمين الصندوق”.
وأضاف: “انتماءُه للهلال لا يتسلل إليه أي شك، فهو تعلق به مبكرا، وسار معه في جامعة الخرطوم ثم انصرف لأعماله الاقتصادية والتجارية، وهنا موقف يعرفه معظم أبناء النيل يوضح قوة انتماءه وحبه للهلال”.
وواصل: “الموقف كان في مباراة الهلال ضد ناسَرْوَا النيجيري بمدينة أم درمان في 2007 بدوري أبطال أفريقيا، وهي مباراة تاريخية لجمهور الهلال وكان الهلال قد خسر 0-3 في نيجيريا، ونجح الهلال في تسجيل 3 أهداف كان آخرها هدف في الوقت القاتل أحرزه سيف مساوي”.
واستكمل: “احتكم الفريقان لركلات الجزاء، وقبل البدء التنفيذ خرج هشام السوباط من نادي النيل، وقال لي وهو في طريقه للخروج، أنه لا يستطيع تحمل رؤية تسديد الركلات، ولا يتخيل وداع الهلال للبطولة بعد أداء لاعبيه البطولي في تلك المباراة”.
وأردف: “فاز الهلال على الفريق النيجيري بركلات الترجيح، وتأهل لمجموعات دوري الأبطال لأول في تاريخه، وهذا الموقف أكد حبه لنادي الهلال، ويلعب القدر دوره في أن يجد هشام نفسه وهو رئيسا لعشقه الكروي”.
وأتم مهنا أحمد البشير: “هشام حسن نشأ بطبعه هادئا ويميل إلى السكوت والوقار واحترام النفس، ولم يجعله المال يكبر على أبناء جيله ومجتمعه الأول، وهو رئيس بقيمة الهلال”.