تقرير يكشف جرائم الرئيس التركي بالصومال
مقديشو – صقر الجديان
لا تتوقف تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، عن سياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق والغرب والجنوب، بالرغم من الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات التركية التمركزة في الصومال، إلا أن فرقة “جورجور” العسكرية التي تقودها أنقرة أعادت أجواء الحرب والقتال في القرن الأفريقي مجددا.
وبسبب رفض الرئيس محمد عبد الله فرماجو، الذي انتهت ولايته الرئاسية يوم 8 فبراير 2021، تسليم السلطة وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، انفجرت السياسات الصومالية الهشة والعنيفة وازدادت حدة.
ونظمت المعارضة مظاهرات احتشدت في العاصمة مقديشو، ووضعوا على وجوههم كمامات ويلوحون بالعلم الصومالي، يرافقهم جنود بقبعات عسكرية حمراء وأحزمة ذخيرة حول أجسادهم، قبل اندلاع إطلاق النار، وفق فيديوهات تداولتها وسائل إعلام صومالية.
وشهدت مقديشو، إطلاق الأعيرة النارية والصواريخ، خلال اشتباك القوات الحكومية مع مؤيدين للمعارضة، بسبب تأجيل الانتخابات، وقال محتجون وأهالي في مقديشو إن قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا هاجمت مدنيين وقتلت متظاهرين، مما أعاد أجواء الحرب الأهلية الصومالية ويمهد الطريق لانفلات أمني تستفيد منه القوى المسلحة وفي مقدمتها حركة الشباب الإرهابية.
فرقة “جورجور” العسكرية التي تقودها أنقرة، تلقت تدريبات عالية في القاعدة التركية بمقديشو (تركصوم)، ويتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا، ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، بينما تعتبر تركصوم قاعدتهم الرئيسية لهذه الفرقة.
وتقول المعارضة الصومالية، إن قوات “جورجور” التركية تتلقى الأوامرَ مباشرة من الضباط الأتراك في قاعدة ” تركصوم” العسكرية بالإضافة إلى أوامر من الرئيس محمد عبدالله، المعروف باسم فرماجو.
وحذرت المعارضة الصومالية تركيا من مخاطر إرسال شحنات من الأسلحة إلى الوحدات الخاصة التي تدربها، فيما أشار شاهد عيان إلى أن المدرعات التركية انتشرت في شوارع العاصمة الصومالية.
وفى تصريحات سابق، قال مرشحون من المعارضة في رسالة إلى السفير التركي لدى الصومال: “إنهم علموا أن أنقرة تعتزم تسليم ألف بندقية طراز “جي 3″ و150 ألف رصاصة لوحدة هرمعد الخاصة بالشرطة الصومالية”.
وأكد عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي زعيم حزب ودجر (الوحدة) وأحد المرشحين الذين كتبوا الرسالة معا، لرويترز صحتها.
وجاء في الرسالة أن المرشحين “قلقون إزاء إغراق هذه الكمية من الأسلحة للبلاد في وقت الانتخابات الحساس”.
وتشير الرسالة إلى أن الرئيس “استخدم بالفعل قوات هرمعد في القمع وتزوير الانتخابات الإقليمية، ولذا فإنه لا يوجد شك في أنه سيتم استخدام قوات هرمعد أيضا والأسلحة الواردة من تركيا لخطف الانتخابات المقبلة”.
ويثير دخول المنافسات السياسية في منعطف الصراع المفتوح قلق حلفاء الصومال ويصب في مصلحة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشن هجمات على مدنيين في شرق أفريقيا.
وقبل ساعات من المظاهرات اتهم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد قوات الحكومة بمهاجمة فندق كان يمكث فيه مع رئيس سابق آخر.
كان الصومال يعتزم في البداية تنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تأخيرات في الإعداد وهجمات حركة الشباب المتواصلة أجبرت السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر، وكان من المفترض أن ينتخب شيوخ العشائر النواب في ديسمبر الماضي، وينتخب النواب بدورهم رئيسا يوم 8 فبراير 2021.
لكن اختيار النواب تأجل بعدما اتهمت المعارضة الرئيس ” فرماجو”، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه.
وينتمي الرئيس الصومالي محمد عبد الله، المعروف أيضا باسم فرماجو، إلى قبيلة دارود القوية بينما تنتمي معظم وحدات الجيش داخل مقديشو وحولها إلى قبيلة هوية التي تشارك بكثافة في تحالف المعارضة