تقنية مسح رائدة تكشف عن بعض خبايا حضارة المايا المفقودة
قضى علماء الآثار عقودا في محاولة رسم خريطة لشعب المايا وفهمه، وبفضل تقنية رائدة، تمكنوا من العثور على اكتشاف “لم يتوقع سابقا”.
وتُعرف تقنية المسح باسم الاستشعار عن بعد، وتمكن العلماء بواسطتها من إزالة الغابة المتضخمة رقميا.
وكشف هذا الاختراق أن موطئ قدم الحضارة ما قبل الكولومبية في تيكال كان أكثر تقدما مما كان يُعتقد سابقا وقامت قناة Smithsonian Channel بتحميل فيلم وثائقي صغير على قناتها على “يوتيوب” لعرض هذه النتائج.
وقال الراوي خلال الوثائقي: “كشفت التكنولوجيا الرائدة عن شيء مذهل في مجتمع المايا القديم. في الأراضي المنخفضة في غواتيمالا، ما يزال صدى القصور الكبيرة لأهرامات تيكال المرتفعة ينبض بالروعة والقوة. وفي أوجها، كانت المدينة أكبر بكثير مما هو مرئي الآن. لقد أظهرت تكنولوجيا الاستشعار عن بعد أن تيكال كانت ذات يوم جزءا من مجموعة أكبر بكثير من المدن، وهي الآن مخفية تحت أنقاض الغابة”.
وأضاف الراوي: “النطاق الهائل لهذه المنطقة الحضرية وسكانها يتجاوز أي شيء كان يتخيل سابقا”.
وتواصلت السلسلة لتوضح كيف تم الكشف عن أسرار هذه الحضارة القديمة، ما ساعد في رسم صورة للحياة اليومية للمايا.
وتابع الراوي: “بين عامي 600 و900 بعد الميلاد، أصبحت مدينة ضخمة صاخبة ومركزا للتجارة والصناعة حيث يعيش الناس فيها قريبين جدا من بعضهم البعض. وكان هناك أكثر من 1000 ساكن، من العمال المتواضعين والخدم إلى النبلاء رفيعي المستوى. ويهيمن على الجميع ملك جبار أو حاكم يتواصل مع الآلهة نيابة عن شعبه. ومثل أسلافه، وصل ملك تيكال إلى الآلهة والكون من خلال مواقعه المقدسة”.
وأشار الراوي: “لكن في منطقة حضرية بهذا الحجم، لم يكن معبد واحد كافيا، والمدينة نفسها يجب أن تكون مقدسة”.
وشرحت البروفيسورة ليوي غراتسيوسو كيف تأثر شعب المايا بشدة بمعتقداته الفلكية. وقالت: “كل المدن تظهر علم الكونيات من طريقة وضعها. الأهرامات كانت الجبال المقدسة التي بنيت لتكون أقرب إلى الآلهة في السماء. لذلك، كانوا مهتمين جدا بأي هيكل سيواجه أي طريق”.
وتعد تيكال واحدة من أكبر المواقع الأثرية والمراكز الحضرية للحضارة القديمة وكانت عاصمة دولة الفتح التي أصبحت واحدة من أقوى ممالك المايا.
وعلى الرغم من أن الهندسة المعمارية في الموقع تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، إلا أن تيكال وصلت إلى ذروة ازدهارها خلال الفترة الكلاسيكية، بين 200 م إلى 900 م.
وخلال هذا الوقت، سيطرت المدينة على الكثير من منطقة المايا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، بينما تفاعلت مع مناطق في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
وهناك أيضا أدلة على أن تيوتيهواكان غزا تيكال في القرن الرابع الميلادي. وبعد نهاية الفترة الكلاسيكية المتأخرة ، لم يتم بناء أي آثار رئيسية جديدة في تيكال ويقول البعض إن هناك دليلا على حرق قصور النخبة.