تكوين جبهة نسوية لتوثيق الانتهاكات خلال حرب الجيش والدعم السريع
الخرطوم – صقر الجديان
تواثقت أجسام نسوية في السودان على تكوين جبهة متحدة لتوثيق الانتهاكات التي تعرضت لها نساء السودان اثناء الحرب المتصاعدة بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي.
وتشكل مسألة رصد وتوثيق الانتهاكات اثناء الحرب أزمة حقيقية في مرحلة العدالة الانتقالية، لأنها تتطلب اثبات الواقعة بإيجاد دليل قاطع
وعقدت حملة “نساء ضد الظلم” ندوة الاربعاء بعنوان “الرصد والتوثيق للعنف ضد المرأة التجارب والتحديات” وتأتي الندوة ضمن أنشطتها خلال حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.
وأعلنت رئيسة مبادرة “حارسات” هادية حسب الله خلال حديثها في الندوة عن تكوين جبهة نسوية متحدة للتنسيق والتشبيك تضم مجموعات ومكونات نسوية لتوثيق الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في كل ولايات السودان اثناء الحرب بواسطة طرفي النزاع.
وكشفت حسب الله عن وجود صعوبات منعت توثيق الإنتهاكات التي حدثت وتعرض النساء لاستغلال الجنسي في مناطق النزاعات، مبينة ان عدد من النساء السودانيات عانين في صمت ولم يتم رصد حالاتهن لحزمة من المعوقات ودعت لتفعيل اليات حماية أولئك النسوة.
وطالبت بأهمية اقتحام النساء لمهمة التوثيق بدلا عن تركها للثقافة الذكورية، مبينة ان التوثيق يحتاج إلى تضافر الجهود والعمل المشترك حتى نضمن توثيق كل الانتهاكات التي تعرضت لها النساء.
واستدلت حسب الله بتجارب دول رواندا والصومال وكمبالا وفلسطين في توثيق وتدوين الإنتهاكات، مشيرة الي وجود مراكز توثيق ودراسات توثق للانتهاكات وفق المعايير المختلفة
وذكرت ان التجارب تعتمد على مشروع (الحكي) الذي قامت به الفلسطينيات ويعتمد على الخبرة الأساسية للنساء والتحدي المرتبط باستنطاق النساء.
وأشارت إلى أمكانية الاستعانة بتجربة الحكي في توثيق الإنتهاكات، باستخدام الطرق العلمية في التوثيق وتحويله الي مادة مكتوبة، مضيفة يوجد عدد ضخم من الناس لديهم تفاصيل كثيرة يمكن أن تكمل رواية.
وقالت يجب أن نضع في الاعتبار حماية المنتهكات والناجيات في التعامل مع الضحايا. مشيرة الي وجود مخاطر تواجه الموثقين والموثقات تضاف الى الضغط النفسي الذي يتعرضون له وصعوبات تقديم خدمات وحماية الأسر.
ونبهت حسب الله الى أن التوثيق يجب أن يكون بصورة إنسانية وطرق علمية من غير ابتزاز للضحية واسرتها ومراعاة انها مرتبطة بالسلام والحقوق التي ستنالها النساء بعد النزاع.
واجمعت المتداخلات في الندوة على ضعف توثيق الإنتهاكات حيث لا توجد حتى الان أدلة كافية تدين الجناة من مرتكبي الإنتهاكات، وأشارت إلى وجود آلية صحية أكثر فعالية لتوثيق الإنتهاكات.
وأكدن أن النساء اللاتي فررن بسبب الحرب للخارج سواء نازحات او لاجئات مروا بكل أشكال العنف بشقيه لفظي جسدي وأن هذه الحالات لم يتم توثيقها، بجانب انتهاكات اخرى تحدث في الولايات الامنة.
وكشفت المدافعة عن حقوق النساء كوثر حسين عن استغلال النساء على يد طرفى النزاع، مؤكدة تعرض 4 نساء للاعتداء الجنسي من عناصر قوات الدعم السريع، لم يتم الوصول إليهن بسبب تواجد الدعم السريع في منطقتهم.
وطالبت بالبحث عن طرق جديدة لتوثيق الإنتهاكات التي تعرضت لها النساء، ونبهت الي إن توثيق انتهاكات الاغتصاب بالغة الخطورة على الضحية وعلى القائم على التوثيق لأنها قضية دقيقة وحساسة تتعلق بأعراض الناس.
ونبهت الناشطة الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان نعمات كوكو خلال مشاركتها في الندوة مجموعات “متحالفات لإنهاء الحرب” و”نساء ضد الظلم” للاستعداد وتقديم انتهاكات موثقة للجنة الأمنية المعنية بتقصي الإنتهاكات اثناء الحرب.
وطالبت كوكو تلك المجموعات بتقديم معلومات موثوقة من مصادرها الضحايا والتقارير او طرق التوثيق المختلفة الإنصاف الضحايا ونيل الحقوق.
ومن جانبها دعت ممثلة حملة نساء ضد الظلم إحسان عبد العزيز بتقديم مقترحات وتنفيذ التوصيات، وتسليط الضو على مقترح تشبيك بين المجموعات النسوية المختلفة لتوثيق الإنتهاكات وجمع المعلومات من قبل مبادرات وكيانات نسوية.
ورشحت عبد العزيز رئيسة مبادرة حارسات هادية حسب الله لتولي مهام ووضع تصور المقترح وكيفية التشبيك بين المجموعات التي تعمل على توثيق الإنتهاكات.