أخبار خدمية

تلفزيون السودان يفضح (خفافيش الظلام) في ذكرى فضّ الإعتصام

الخرطوم – صقر الجديان

لقاءٌ مباشرٌ وصريحٌ هو الأول من نوعه، بثّه تلفزيون السودان مساء أمس الأربعاء في يوم ذكرى فض الإعتصام أو (مجزرة القيادة)، حمل عنوان (الإعلام.. والثورة)، تجلّت الصراحة في نبش ملف (خفافيش الظلام) ذلك البرنامج السيئ الذي بثّه تلفزيون السودان عقب المجزرة، زيادة على توصيف الحالة التي كان يُدار بها التلفزيون والإذاعة السودانية في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، وخلال فترة ادإنفراد المجلس العسكري بالحكم بعد 11 أبريل وحتى الإتفاق مع قوى الحرية والتغيير.

البرنامج قدّمه الصحفي والمحلل السياسي شوقي عبد العظيم، وإستضاف فيه (3) من داخل (حوش) الإذاعة والتلفزيون، هم: نهى كرار، من إدارة الأخبار بالإذاعة، وعاطف الشريف، محرر أخبار بالتلفزيون، ومحمد علي مخاوي، مخرج تلفزيوني.

برامج إستهداف الثُّوّار كانت تأتي في “فلاشة” بعلم إسماعيل عيساوي

وكان إختيار الضيوف في حد ذاته مؤشراً للكشف عن معلومات جديدة ودقيقة في ملف التلفزيون والإذاعة خلال تلك الحقبة، بإعتبار قربهم مما كان يحدث حولهم.

خفافيش الظلام

ملف برنامج (خفافيش الظلام)، الذي إبتدع تلفزيون السودان بثّه عقب مجزرة القيادة وفضّ الإعتصام، كان أبرز المحاور، لكونه إستهدف الشباب الثُّوّار والشهداء والجرحى بطريقة وجدت الإستنكار من كل المجتمع، حينما عَمدَ معدو هذا البرنامج على تشويه صورة الثورة وإلصاق التُّهم بالشهداء والجرحى والإساءة لهم ولذويهم، رغم كل الذي حدث لهم في ساحة القيادة يوم 3 يونيو 2019، و(يا سبحان الله)، ففي نفس الشاشة التي جاءت فيها تلك المادة التلفزيونية المُشوّهة.

ظهرت الحقيقة بوضوح في برنامج (الإعلام.. والثورة) من خلال إفادات الضيوف، وعلى رأسهم المخرج محمد علي مخاوي، فكشفوا عن الطريقة التي كان يُدار بها التلفزيون خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها إسماعيل عيساوي، منصب المدير بعد أيام قليلة من سقوط الرئيس المخلوع، أهم هذه الحقائق أن برنامج (خفافيش الظلام) وبرامج أخرى قُصد بها تشويه صورة الشهداء والجرحى والشباب المعتصمين، لم يتم إنتاجها داخل التلفزيون، بل أن لا أحد في التلفزيون كان يطلع عليها قبل بثّها، حيث كشف مخاوي، عن الكيفية التي كانت تأتي بها هذه البرامج للتلفزيون عبر (فلاشة) يتم الأمر ببثها مباشرة، ومن يدري بها هو مدير التلفزيون عيساوي، ولا يتوقف البث لمرة واحدة، بل تتم إعادته 3 أو 4 مرات خلال اليوم الواحد.

وأوضح ضيوف البرنامج، أن هناك بلاغات تم إستئنافها الآن ضد من تسبب أو سمح بعرض هذه المواد التلفزيونية، مؤكدين تأييدهم الكامل للذهاب في هذه القضية إلى أبعد نقطة حتى ينصلح الحال ويضع الناس حدّاً للخروج عن النص من جانب تلفزيون الدولة.

وتطرّقت نهى مصطفى كرار، للطريقة التي كانت تُدار بها الإذاعة السودانية على ذات النسق، مشيرة في ذلك إلى إملاءات القوات المسلحة على الإذاعة، وضربت مثلاً بالحدث السياسي ليونس محمود، منذ بداية التسعينات، حيث تأتي المادة الصوتية جاهزة أيضاً ويتم بثّها دون مراجعة أو تدخل أو اطلاع من أحد، وقالت إن هذه الطريقة تسببت كثيراً في أزمات سياسية دولية للسودان، ولكن لم يكن لأحد أن يعترض، وظلّت سطوة فرع التوجيه المعنوي للجيش مسيطرة على هذا الوضع، وقالت إن الوضع ليس مختلفاً عن الطريقة التي كان يُعرض بها برنامج (خفافيش الظلام) بعد فض الإعتصام ومجزرة القيادة.

وإعترف محرر الأخبار في التلفزيون عاطف الشريف، بحجم الضرر الكبير الذي أحدثه برنامج (خفافيش الظلام) للبلد عموماً وللتلفزيون على وجه الخُصوص، مشيراً إلى النظرة السلبية للشعب السوداني تجاه التلفزيون بعد هذه السلسلة الغريبة من البرامج التي بثّها خلال فترة تولي المجلس العسكري للحكم، وطالب الشريف بسَن قوانين واضحة ورادعة تحد من سيطرة مَن يحكم على جهازي الإذاعة والتلفزيون على وجه الخُصوص، مؤكداً أن لا أحد يضمن تكرار ما حدث في المستقبل، في حال لم تُسن قوانين رادعة وما لم يُحاكم الذين تسببوا في تشويه الثورة والثوار وتسببوا قبل ذلك في تشويه صورة تلفزيون السُّودان.

المصدر: أخر لحظة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى