أخبار السياسة المحلية

تلوث النيل الأبيض بالخرطوم بمخلفات صناعية من مصنع اليرموك العسكري

الخرطوم – صقر الجديان

أكد مختصون وخبراء في مجال أبحاث المياه، يوم الاثنين، تلوث مياه النيل الابيض بالخرطوم بمخلفات بشرية وصناعية، عبر مصرف يمتد بطول 10.5 كلم، من المنطقة العسكرية (مصنع اليرموك) ومحطة الصرف الصحي بموقع (كونيكا) بالازهري والمنطقة الصناعية جنوب جبرة شمال.

وأطلق الخبراء، جرس إنذار بشأن التحديات التي تواجه المياه الجوفية بالبلاد في الورشة التي عقدها المكتب الإقليمي التابع لإدارة المياه الجوفية والوديان بالوزارة، بالتعاون مع معهد ابحاث المياه جامعة الخرطوم تزامناً مع احتفالات اليوم العالمي للمياه، تحت شعار (معاً مم أجل مصدر جوفي أمن).
وناقشت الورشة عدداً من أوراق العمل وسط حضور نوعي من المهتمين بأبحاث المياه أبرزهم والي الخرطوم، مدير عام مياه ولاية الخرطوم، نيابة حماية المستهلك، مدير الأمن الاقتصادي بجهاز المخابرات، مدير جامعة الخرطوم، عميد كلية الهندسة، مدير أبحاث المياه جامعة الخرطوم وعدد من ممثلي المنظمات الدولية.
وقدمت المهندس الكيميائي بقسم المعامل بادارة المياه الجوفية منجدة عبدالله محمد، ورقة عن تلوث المياه، تناولت فيها نماذج التلوث بشبكة الصرف الصحي والمخلفات الصناعية بمنطقة جنوب الخرطوم، ابتداء من كبري الدباسين وصولاً لموقع محطة (الكونيكا) بمدينة الأزهري ومصنع اليرموك غرب المنطقة الصناعية وجنوب حي جبرة شمال ، حيث تنتقل المخلفات من المصادر آلى النيل الأبيض بواسطة مصرف بطول 10.5 كلم.
وأشارت منجدة إلى احتواء البيئة المائية في مختلف أنحاء العالم على عدد 2221 مركباً كيميائياً منها 675 مركباً في مياه الشرب صنفت 20 مركباً على أنها مواد مسرطنة، و18 مركباً على أنها مواد محفزة لأمراض السرطان، 56 مركباً على أنها مواد تحدث طفرات جينية في الإنسان والحيوان، إلى جانب ملوثات أخرى تتمثل في مرادم النفايات التي تعد الأخطر على حياة الإنسان وتشمل النفايات الصلبة، نفايات المنازل، النفايات الطبية.

وأوضحت أن هذه المكونات تتسبب في تلوث المياه عن طريق تسرب عصارة القمامة إلى المياه الجوفية مؤكدة وقوع المرادم الثلاثة الحالية في تجاه جريان المياه ،كما تتسبب الأنشطة الزراعية الناتجة عن عمليات الاستصلاح الزراعي (السماد والاسمدة) في التربة الرملية التي تسمح نفاذيتها بتسرب تلك المواد
ولفتت إلى أن التلوث يتسبب في الإصابة بأمراض حساسية الجلد، التهاب الامعاء، امراض الكبد والكلى، أمراض العظام والاسنان، مرض الزرقاء والجهاز التنفسي للرضع، سرطان الامعاء.
وأوصت الورقة بضرورة التخلص الآمن من النفايات الطبية وعمل شبكات صرف صحي تغطي ولاية الخرطوم، وتفعيل لائحة المياه الجوفية لوقف الضح الجائر
فيما اكد المهندس محمد عطا المنان الصليحابي، الناشط و المهتم بشؤون المياه وعضو في عدد من المنظمات الدولية والمحلية، أن 44% من سكان السودان يعانون من شح المياه النقية، موضحاً أن 490 مليون دولار تذهب سنويا لمعالجة الامراض المرتبطة بالمياه قبل عام 2020م.
من جانبه، أقر والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، لدى مخاطبته الورشة التي عقدت بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، بوجود فجوة في الإمداد المائي بولايته التي يصل عدد سكانها الى 15 مليون نسمة، مشيراً الى أن نسبة المياه الجوفية تتراوح ما بين 55%ـ60% من مصادر المياه التي تغذي الشبكة القومية 40% مصادر نيلية.

وأبدى أسفه البالغ لصعوبة حصول أعداد ليست بالقليلة من مواطني ولايته على المياه من “آبار الدلو ” و”الكاور” ولفت الى توفير مياه شرب لكل شخص من أكبر اهتمامات حكومته رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج التى تضاعفت بينما لاتنجاوز فاتورة المياه 400 جنيه للسكن الدرجة الثالثة.

وكشف الوالي، عن استدعاء نيابة حماية المستهلك، لمدير مياه ولاية الخرطوم محمد علي العجب والتحقيق معه بشأن ما رشح عن احتواء المياه على مادة الفورملين التي تستخدم في تحنيط الجثث، نافياً بشدة صحة ما تردد من شائعات بشأن هذا الأمر.

بالمقابل، أكد وكيل نيابة حماية المستهلك حسن حامد، بأن القبض على العجب، تم بموجب شكوي من أحد المواطنين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى