توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية ومجموعات تحالف الجبهة الثورية
جوبا – صقر الجديان
قالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن حكومة البلاد الانتقالية قد وقعت اليوم السبت على اتفاق نهائي للسلام الشامل مع مع تحالف الجبهة الثورية في عاصمة جنوب السودان جوبا.
وكان الجانبان قد وقعا على اتفاق بالأحرف الأولى في جوبا أيضاً نهاية شهر أغسطس – آب الماضي.
وتضم الجبهة الثورية عدة حركات هي حركة تحرير السودان بقيادة ميني أركوري ميناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي يحيى والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار بالإضافة إلى تيارات أخرى تمثل شرق ووسط وشمال السودان.
واتفق الجانبان على عدد من القضايا المتعلقة بعدة مناطق في السودان مثل إقليم دارفور ومناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان لينهي 17 عاماً من الحرب الأهلية.
ويتكون الاتفاق من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والمشردين، إضافة إلى البروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي ليصبح جيشاً يمثل كل مكونات الشعب السوداني.
وكان إنهاء النزاعات الداخلية في السودان أولوية قصوى للحكومة الانتقالية التي تتولى السلطة منذ إطاحة الديكتاتور عمر البشير العام الماضي وسط انتفاضة شعبية مؤيدة للديمقراطية.
وتوسط لمحادثات السلام جنوب السودان الذي حارب قادته أنفسهم الخرطوم كمتمردين لعقود قبل تحقيق الاستقلال في العام 2011.
وحضر مراسم التوقيع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس المجلس السيادي الانتقالي الجنرال عبد الفتاح البرهان واللواء حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي العسكري والمدني المشترك في السودان، بالإضافة إلى مسؤولين من دول مجاورة بالإضافة إلى مصر وقطر والمملكة العربية السعودية.
وقدّم فنانون من جنوب السودان والسودان عروضا أمام الضيوف الذين كانوا ينتظرون بدء المراسم فيما سار أعضاء الجماعات المتمردة من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهم ينشدون أغاني الفرح ويرفعون لافتات تحمل صور قادة أحزابهم.
صراعات متعددة
ويشهد السودان صراعات متعددة بين الحكومة التي يهيمن عليها العرب والتي قادها البشير لثلاثة عقود ومتمردين من جماعات عرقية غير عربية في مناطق نائية.
وفي المناطق الريفية الشاسعة في السودان، كان هناك تنافس دائم على الموارد الشحيحة بين المزارعين المنتمين إلى أقليات عرقية والرعاة العرب الذين غالبا ما كانت الخرطوم تدعمهم.
وقد تصاعد التوتر بسبب الصعوبات الاقتصادية خصوصا بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011 الامر الذي حرم الشمال من ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية.
واندلعت حروب أهلية عدة منذ الاستقلال في العام 1956، بما في ذلك حرب 1983-2005 التي أدت إلى انفصال الجنوب.
وقد أسفرت الحرب المدمرة في إقليم دارفور منذ العام 2003 عن نحو 300 ألف قتيل و2,5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة.