جلسة لغسل الكلى.. أمنية مرضى في حرب السودان (تقرير)
القتال المتواصل منذ 5 أشهر بين الجيش وقوات "الدعم السريع" يهدد حياة 8 آلاف مريض بالكلى..
الخرطوم – صقر الجديان
تتواتر الكلمات محملة بالتعب والألم من مرضى الكلى؛ جراء عدم تمكنهم من الخضوع لغسل الكلى أو تأخُر الحصول على جلسة غسل.
هذا هو حال مرضى الكلى في السودان، إذ يكابدون للحصول على العلاج، في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” للشهر الخامس.
صعوبات عديدة تواجه هؤلاء المرضى، منها نقص المستلزمات والأدوية وانعدام المحاليل الوريدية وتعطل ماكينات الغسل، وفي مرات كثيرة يكون انقطاع الكهرباء سببا في تأخر جلسات العلاج.
وتكثر نداءات الاستغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل ناشطين لإنقاذ مرضى الكلى في ظل توقف جلسات العلاج في بعض مراكز البلاد لنقص الإمكانيات.
وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون بكثافة نداء استغاثة لتوقف مراكز غسل الكلى في بعض المدن جراء نقص “سيور” (وصلات) الغسل.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يواجه القطاع الصحي انهيارا كبيرا وتوقفت خدمات في الكثير من المستشفيات.
وعطلت الحرب، التي تدور داخل العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في محافظات عديدة، عمل المستشفيات والحصول على العلاج.
وبحسب وزارة الصحة السودانية فإن مرضى الكلى، البالغ عددهم 8 آلاف، يحتاجون إلى 70 ألف جلسة غسل للكلى شهريا.
وفي منتصف أغسطس/ آب الماضي، وصل جسر جوي من 4 طائرات تحمل 62 طنا من المساعدات الطبية من قطر، بينها أدوية لمرضى الكلى والسرطان.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم حينها إن هذه المساعدات تحمل 20 ألف غسلة مكتملة لمرضى الكلى.
نقص حاد
وفاء عبد الله، وهي طبيبة في مركز غسل الكلى بمدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر (شرق)، قالت للأناضول إن “المركز يعاني نقصا حادا في الأدوية والماكينات”.
وتابعت أن “المركز شهد منذ بداية الحرب إقبالا مكثفا للمرضى، خاصة من الولايات المتضررة بالحرب ولاسيما الخرطوم”.
وحذرت من أن “الأدوية والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، رغم الوعود المتكررة من قِبل الجهات المختصة بتوفيرها”.
ومشيرةً إلى “ضغط متواصل على المركز جراء إقبال كبير من المرضى”، قالت إن “المركز يعاني أيضا من نقص في الكادر الطبي الذي بدأ في الانسحاب جراء عدم صرف الرواتب الشهرية لمدة 5 أشهر”.
وضع كارثي
تعاني مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان (جنوب) أوضاعا صحية كارثية؛ جراء توقف مركز غسل الكلى، بحسب مصادر طبية للأناضول.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها، إن “المركز خرج نهائيا عن الخدمة، ما أضر بـ144 مريضا كان يتلقون الخدمة فيه؛ جراء انعدام المحاليل الوريدية” .
وفي مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة (وسط)، يشهد مركز غسل الكلى إقبالا كبيرا من المرضى.
وقال أحمد يوسف، وهو يتلقى العلاج في المركز: “يوجد ازدحام شديد داخل المركز، مع نقص كبير في الكادر الطبي والأدوية”.
يوسف أضاف للأناضول أن “المرضى يعانون جراء الازدحام وعدم انتظام جلسات غسل الكلى”.
بحاجة لدعم
ولا يختلف الحال في مركز غسل الكلى بمدينة المناقل في ولاية الجزيرة، إذ أفادت مصادر طبية في المركز بأنه يعالج حوالي 300 مريض.
وقالت المصادر للأناضول إن المركز يحتاج إلى دعم من منظمات إقليمية ودولية لتوفير ماكينات غسل إضافية وأدوية ومحاليل وريدية، كي يعمل بكفاءة عالية لمجابهة التحديات.
والجزيرة استوعبت المرضى الوافدين من الخرطوم والولايات المجاورة عبر 18 مركزا لغسل الكلى في الولاية، بحسب وزارة الصحة في الجزيرة.
وقال مدير مراكز الكلى في الجزيرة الدكتور الصادق التجاني، في 7 أغسطس/ آب الماضي، إن عدد مرضى الكلى في الولاية 902 مريض، فيما بلغ عدد المرضى الوافدين إلى الولاية بسبب الحرب 1600 مريض.
وخلّفت الحرب المتواصلة أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، بالإضافة إلى ما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.