جماعة الإخوان.. حركة خبيثة تنشر الفتن في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
قبل الخوض فيما ألحقته جماعة الإخوان المسلمين من أذى في حياة السودانيين، علينا أن نتظرق إلى الوقت الذي نشأت فيه تلك الجماعة.
حيث نشأن جماعة الإخوان خلال الأربعينيات من القرن الفارط ورغم كل الخلافات والصراعات بين الأحزاب الإسلامية هنا في السودان.
وفي عام 1964 ظهر حسن الترابي منظّر الجماعة الأول، وأعلن وقتها تأسيس ما يسمى «جبهة الميثاق الإسلامي» كتحالف بين «الإخوان»، و«السلفيين» و«الطريقة التيجانية الصوفية»، واستمرت في التطور حتى وصلت للشكل الذي عليه كتنظيم منفصل عن نظيره المصري. لكن في 30 يونيو 2013 عادت العلاقات بين التنظيمين من جديد لإيواء الهاربين من الجماعة.
اليوم يتّهم كثيرون تلك الجماعة بالوقوف وراء الفتن والمشكلات التي تحصل في السودان، وخاصة تلك المتعلقة بزرع فتن بين المتظاهرين بهدف تأجيج الأوضاع داخل البلاد.
والكل يعلم أن عمل «الإخوان» في السودان اعتمد منذ البداية على تنظيم تجمعات وكتائب في مختلف المدن لهدفين، الأول التوغل داخل القارة الإفريقية خاصة دول الساحل الخمس، والثاني السيطرة على مناجم الذهب في السودان.
وبعد ذلك التوغل يصبح الوصول للأهداف الخبيثة سهلاً على الجماعة المتطرفة والغارقة في نشر الفوضى والفتن.
لقد تقرّب الإخوانيون في السودان “من كبار العائلات والعشائر، بهدف مساعدة التنظيم في الاستيلاء على المناجم، كما استغلوا وجودهم في التواصل مع الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب في الصومال، وقد دعم التنظيم الدولي للإخوان تلك الجماعات بالسلاح حتى يستفيدوا من مناجم الذهب”.
ويرى مراقبون أنّ “جماعة الإخوان تتنافى أفعالها مع الستار الديني الذي تدعو له وتتخذه قناعاً لتمرير سياساتها، فهي دائماً تتحدث باسم الدين ولكن سياستها الحقيقية، انتهازية فاستغلت وجودها في الحكم واستمرت في نهب الثروات ونكلت بمعارضيها”.
وسعت حركة «الإخوان» عبر قنواتها الإعلامية خلال الفترة الماضية إلى تصوير الثورة السودانية على أنها ضد البشير، لكنها في الحقيقة ثورة ضد الحكم الإخواني.
حيث حرصت «الإخوان» على الدخول إلى السوق فأصبحت من أكبر رجال الأعمال بانتشار شركاتها، وكل هذه السياسات أدت إلى الانقسامات والحروب التي شهدها إقليم دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة، وبذلك كانت المحرك الرئيس للحروب الأهلية.
ومع سياسات «الإخوان» الفاشلة انهارت العملة وارتفع ثمن الوقود والخبز حتى آل الوضع إلى ما هو عليه من رفض الشعب أساليب الحكم والشعارات الزائفة التي حكمت 30 عاماً.
لقد كانت تجربة حكم «الإخوان» للسودان فاشلة رغم استمراها أكثر من 30 عاماً إلا أنها نفذت كل الخطط التي أدت إلى سقوطها في النهاية، حيث حرصت على تكوين جيش إخواني فقط، ونفذت نفس الاستراتيجية في القضاء والجهاز المدني والخدمة المدنية حتى تسيطر على جميع أجهزة الدولة.
كما نفذت «الإخوان» حملات اعتقالات وتعذيب لأي شخص يحاول التشكيك في النظام، وحينها كانت تعرف مراكز التعذيب بـ«بيوت الأشباح»، وبعدها شكل ما أطلق عليه «الشرطة الشعبية»، وهو ما شدد الخناق على الشعب. كما حاولت الجماعة تنفيذ ما عرف باسم «أممية إسلامية»، بهدف فتح معسكرات لتدريب الجماعات الإرهابية من مختلف البلدان في السودان.