“حرب” فرماجو وروبلي.. وساطة وولاء وضغوط
مقديشو – صقر الجديان
حرب صلاحيات بين الرئيس الصومالي المنتهية ولايته ورئيس الوزراء فجرتها قضية “مقتل” موظفة الاستخبارات وسط جهود وساطة وتطورات وضغوط.
وتتواصل الأزمة السياسية في الصومال بين الرجلين بشأن تحقيق العدالة في قضية موظفة الاستخبارات إكرام تهليل فارح التي قال الجهاز إنها “قتلت” على يد حركة الشباب عقب تسليمها إليها من قبل طرف لم تسمه، فيما نفت الحركة ذلك لاحقا.
وتسببت القضية الغامضة في إقالة مدير الاستخبارات فهد ياسين؛ رجل الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، والذي يحاول حمايته من الملاحقة القضائية.
ووفق “العين الإخبارية”، وصل إلى العاصمة الصومالية مقديشو رئيسا ولايتي جنوب عبدالعزيز محمد حسن لفتاغرين، وغلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور لقيادة جهود الوساطة بين فرماجو وروبلي.
والتقى رئيس ولاية غلمدغ فرماجو وروبلي، دون صدور أي تعليقات رسمية بعد عن فحوى الاجتماعات.
في الأثناء، يشهد الصومال أحداثا متسارعة ولقاءات سياسية وأمنية في أعلى المستويات.
وعين روبلي النائب في البرلمان عبدالله محمد نور ويرا جديدا للأمن الداخلي لترتيب المؤسسة الأمنية في البلاد، في خطوة سرعان ما رفضها فرماجو زاعما أنها “غير دستورية”، كما رفض الوزير المقال حسن حندبي قرار عزله.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء، أدى اليوم وزير الأمن الجديد عبدالله محمد نور اليمين الدستورية بمكتب رئيس الوزراء، كما استلم مهام الوزارة رسميا بمقر وزارة الداخلية، وحث روبلي الوزير الجديد على القيام بفعالية بالمهام الموكلة له وفق الدستور.
على خط الأزمة
وفي سياق متصل، دخل رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد مرسل شيخ عبدالرحمن المتحالف مع فرماجو على خط الأزمة، وشكك في قانونية أداء اليمين للوزير ومباشرة أعماله دون نيل ثقة البرلمان.
لكن جدير بالذكر أن البرلمان الصومالي انتهت ولايته الدستورية أواخر العام الماضي، كما انطلقت الانتخابات التشريعية في الصومال نهاية يوليو/ تموز الماضي.
ويرى مراقبون أن محمد مرسل شيخ عبد الرحمن يحاول الدخول على خط الأزمة بين فرماجو وروبلي عبر إحياء البرلمان المنتهية ولايته، وعقد جلسة لإصدار قرارات بهدف خلق أزمات سياسية بينها إعلان عزل رئيس الوزراء .
ولاء غامض
وفي سياق منفصل، التقى اليوم في مقديشو قادة القوات المسلحة، وناقشوا تعزيز أمن البلاد والاستعداد لتأمين الإنتخابات ووضع الترتيبات الأمنية التي تتطلبها وعدم التدخل في الخلافات السياسية خاصة الأزمة الراهنة .
وقال قائد الشرطة الصومالية الجنرال عبدي حسن حجار، خلال مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع: “كان اللقاء بين القادة روتينيا ويعقد بشكل أسبوعي، وناقشنا الوضع الأمني في البلاد والخلافات السياسية وضرورة عدم تأثيرها على النظام، ونأخذ الأوامر مباشرة من رئيس الوزراء محمد حسين روبلي” .
إلا أن انعقاد الاجتماع في مقر المخابرات وبمشاركة العقيد ياسين عبدالله محمود الذي عينه فرماجو مديرا مؤقتا للمخابرات، في خطوة وصفت بـ”غير القانونية” بحسب متابعين، أثار تساؤلات كبيرة حول مصداقية قائد الشرطة في تصريحاته بالمؤتمر الصحفي بشأن “الولاء لرئيس االوزراء”. .
احتواء الأزمة
وسط الأحداث المتسارعة، بدأت جهود دولية ومحلية لاحتواء الأزمة في محاولة لتفادي التأثير السلبي للخلاف على الانتخابات.
وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس الصومال الأسبق شريف شيخ أحمد، رئيس اتحاد مرشحي الرئاسة، إنه يأسف للأزمة الحالية التي تعصف بين فرماجو وروبلي، معبرا عن مخاوفه من تأثيرها سلبا على مسار العملية الانتخابية التي يقودها رئيس الوزراء.
ولفت شريف إلى جذور الأزمة الحالية وهي قضية اختفاء ومقتل إكرام تهليل فارح موظفة المخابرات، وطرد رئيس الوزراء مدير المخابرات فهد ياسين ورفض فرماجو الذي يتمسك بعدم إنهاء القضية في المحاكم الرسمية، مشددا على ضرورة تحقيق العدالة وتقديم المتورطين فيها للقضاء.
ووفق تقارير إعلامية، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال جيمس سوان، اليوم، فرماجو وسلمه رسالة يقول فيها إن الأخير سيتحمل المسؤولية الكاملة في حال تطور الأزمة، داعيا إياه إلى تهدئة الأوضاع .
ويرى مراقبون أن فرماجو يهدف من خلال إثارة الأزمة السياسية مع رئيس الوزراء إلى تحقيق هدفين، أولهما إنقاذ فهد ياسين من الإدانة حال كان متورطا بمقتل موظفة المخابرات، وثانيا إنهاء القضية بشكل سياسي وخارج النظام القضائي.