حركات دارفور تستنكر تصريحات العطا الرافضة لحيادها في الحرب مع « الدعم السريع»
الخرطوم – صقر الجديان
انتقدت القوة المشتركة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، الجمعة، تصريحات مساعد القائد العام للجيش عضو مجلس السيادة ياسر العطا التي طالب فيها أصحاب الحياد تجاه الحرب بتبديل مواقفها.
وفي الخامس والعشرين من يوليو الجاري، هاجم العطا أعضاء بالسيادي ومسؤولين بالسلطة التنفيذية من قادة الحركات المسلحة، أعلنوا الحياد في حرب القوات المسلحة ضد قوات لدعم السريع ودعاهم لمراجعة مواقفهم من الحرب أو “العودة من حيث أتوا”.
ومنذ تفجر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، أعلنت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا مسار دارفور وقوفها على الحياد في الصراع، ومع ذلك شكلت قوة مسلحة مشتركة تولت مسؤولية تأمين مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية للإقليم.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى إن “ما تصريحات العطا لا تعدو أن تكون مناورة أريد منها جر حركات الكفاح المسلح حتى تكون طرفا في الحرب العبثية”.
وأوضح بأن الجنرال تناسى بأن الحركات المسلحة نبعت من رحم المعاناة ولها قضية وطنية تهدف من خلالها إلى بناء دولة تسع وتحترم الجميع وترفع شأن وكرامة الإنسان السوداني الذي قاتلت من أجله بضراوة لنحو عشرون عاما.
وأفاد أن تصريحات المسؤول العسكري ليست سوى دعوة للحرب بنهج استفزازي يشكك في وطنية الآخرين ويبخس مواقفهم بعد أن وصف الحركات المسلحة بانتقاص القيم السودانية وانعدام الرجولة والشهامة وتابع “لن نحارب بإرادة أحد ودون هدف”.
وتأثرت 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور بالنزاع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع، ونحت طابعاً قبلياً بالجنينة عاصمة غرب دارفور عقب تحول النزاع المسلح بين القوتين لقتال عنيف بين المساليت والقبائل العربية تسبب في قتل الاف المواطنين.
ورأى البيان أن حديث العطا عن الإهانات والإذلال ليس سوى متاجرة رخيصة ومحاولة تنصل عن مسؤلياتهم في حماية المواطنين، واستدل بما جرى في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
واضاف “علما بأن استباحة مدينة الجنينة تم أمام أعين ووجود تام للقوات المسلحة دون تحريك ساكن لماذا لم يحم العطا وعناصر القوات المسلحة أهل الجنينة من الإذلال أم أن أهل الجنينة أيضاً من ذوي الجنسيات الأخرى كما يدعي”.
وأردف “يبدو أن العطا نسي انه ومن معه من صنعوا قوات الدعم السريع وعدد من المليشيات للقتال نيابة عنهم ضد حركات الكفاح المسلح وكانت تأتمر وتتحرك بأوامرهم وتدمر وتحرق القرى التي ينحدر منها منسوبي الكفاح المسلح “.
واتهم المتحدث الجيش وقوات الدعم السريع بعرقلة تنفيذ بروتكول الترتيبات الأمنية لقوات الحركات المسلحة، والامتناع عن توزيع قوات حماية المدنيين بذريعة انعدام الموارد، برغم استمرار الطرفين في تجنيد الاف المقاتلين الجدد.
وأكد بأن تمسك حركات الكفاح المسلح بموقفها الحيادي أسهم في إيصال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية والقوافل التجارية إلى كل من دارفور وكردفان تحت تأمين وحماية القوة المشتركة.
وجدد التزامهم بالحياد ولو كرهها دعاة الحرب وميليشياتهم، داعيا طرفي الصراع بالكف عن القتال والبحث عن حلول بديلة، حاثا الاطراف المتنازعة بضرورة ضبط قواتهم ومنعهم من ارتكاب اي انتهاك تجاه المواطنين وممتلكاتهم، وشدد بأنهم لن يقفوا محايدين تجاه كل من يعتدي على المدنيين في الإقليم.