حزب البعث يعارض عملية التسوية السياسية الجارية مع المكون العسكري
الخرطوم – صقر الجديان
رفض حزب البعث السوداني المفاوضات الجارية بين قوى الحرية والتغيير وقادة الانقلاب للوصول لاتفاق سياسي يعيد الحكم المدني مشددا انه يخدم مصالح العسكر.
و دخلت قوى الحرية والتغيير في مفاوضات مع قيادة المكون العسكري بعد اجتماع عقد الأسبوع الماضي ضم القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع ووفد لقوى الحرية والتغيير ممثل في الواثق البرير وبابكر وفيصل وطه عثمان.
وخلص الاجتماع الذي تم نتيجة لجهود من ممثلي المجتمع الدولي والآلية الثلاثية إلى الاتفاق على اعتماد مشروع الدستور الانتقالي المعد من نقابة المحاميين أساسا للتفاوض.
وينادي مشروع الدستور الانتقالي لنقابة المحامين بعدم مشاركة الجيش في السلطة وقصر دوره على مجلس الأمن والدفاع الوطني.
وووفقا لمتابعات سودان تربيون دخلت فيه القوى الحرية والتغيير في مشاورات داخلية فيما بينها ووكل منها في داخل تنظيمه قبل الإعلان عن نتائج الاتفاق وحشد الرأي العام لصالحه.
وفي مساء الثلاثاء، نشر عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي توتيرا اعلن فيه عن رفضهم لأي اتفاق مع قادة الانقلاب يحفظ مصالح القوى الانقلابية التي توشك على السقوط، وفقا لما قاله.
وقال خلف الله “فالتسوية مشروع لإنقاذ السلطة الإنقلابية من السقوط وتمطيط لأمدها، وبما يتناقض مع تطلعات الشعب ومعاناته وتضحياته.”
ودعا إلى اسقاط التسوية “عبر أوسع جبهة شعبية سلميا”.
وكانت عده مصادر لصيقة بالمفاوضات أشارت إلى وجود معارضة وتحفظات داخل عدد من قوى الحرية والتغيير على الاتفاق.
وتنبأت بانشقاق بعض القوى الرافضة لآي اتفاق مع المكون العسكري مشيرة إلى عدد الشهداء الذين سقطوا في مقاومة الانقلاب.
وفي ذات الوقت تدفع الأطراف الدولية إلى الإعلان عن الاتفاق قبل مظاهرات جديدة في ذكرى ثورة 21 أكتوبر الشعبية في عام 1964 او الانقلاب العسكري في 25 اكتوبر متخوفة من ان يؤدي سقوط قتلى إلى تعقيد المشهد وإلغاء الاتفاق.
وسبق ان ظهرت على الملأ بوادر الخلاف بين البرهان وحميدتي، على الرغم النفي المتكرر لها من الطرفين.
ويشير المراقبون إلى ان حميدتي لم يعد يذهب إلى مكتبه في القصر الجمهوري ويستقبل ضيوفه في منزله بالخرطوم. إلى ذلك يعتبر وصول قيادات قبيلة الزريقات إلى الخرطوم وإعلانها عن دعمها لحميدتي دليل إضافي على هذا الخلاف.
والتقى البرهان الثلاثاء بأعضاء الآلية الثلاثية لمناقشة الحلول المطروحة والنتائج التي توصلت لها المفاوضات بين الأطراف السودانية.
وفي تصريح له عقب نهاية الاجتماع، أفاد السفير محمد بلعيش ممثل الاتحاد الافريقي ان اللقاء مع البرهان إتسم بروح الصراحة والراغبة في التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الازمة الحالية.
وشدد بلعيش على ان تكون التسوية السياسية ” من هندسة أصحاب المصلحة أنفسهم وعلى أساس أوسع توافق ممكن”.
ولم تعلن بعد ملامح الاتفاق إلا أن العديد من المصادر قالت انه تم تجاوز عقبة إصرار الحركات المؤيدة للانقلاب على نسبة معينة لها في الحكم كما هناك ميول من قوى الحرية والتغيير على القبول بمشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي الداعم للبرهان وحزب المؤتمر الشعبي.
وسبق للبرهان أن اعلن في 4 يوليو الماضي عن عدم رغبة الجيش في المشاركة في الحكم إلا انه طالب بمجلس أعلى للقوات المسلحة تكون له بعض الصلاحيات السيادية إلى جانب الأمن القومي والدفاع.
بالمقابل تطالب قوى الحرية والتغيير بخروج الجيش تماما من العملية السياسية وقصر دوره على الأمن والدفاع عن البلاد عبر المشاركة في مجلس امن قومي يترأسه رئس الوزراء المدني.
إقرأ المزيد