حقوقيون: ظهور البشير بالزي السوداني انتهاك قانوني
الخرطوم – صقر الجديان
أثار ظهور الرئيس السوداني المعزول عمر البشير المتكرر أمام المحاكم السودانية بكامل زيه الوطني الناصع البياض بدلا من ملابس السجن المعروفة جدلا كبيرا في الشارع السوداني، باعتبار أن ذلك يشكل تمييزا له رغم أنه يقبع في السجن الرئيسي بضاحية كوبر شرق الخرطوم على زمة عدد من القضايا الجنائية الكبرى.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن البشير يرفض ارتداء الزي الموحد السجناء بحجة أنه ليس سجينا عاديا.
وبرر مصدر أمني وفقاً لـ “سكاي نيوز عربية” عدم إلزام البشير بارتداء ملابس السجن بالقول بأن احتجازه في السجن تم بناء على مذكرة اعتقال من جهاز الأمن، لذلك لا يمكن إجباره على ارتداء زي السجناء الموحد. لكن قانونيون أكدوا أن ظهور البشير بالجلباب السوداني يتنافى مع النصوص الدستورية ولوائح السجون السودانية التي تمنع التمييز بين المدانين باعبار أن البشير أصبح سجينا بعد صدور حكم بإيداعه إصلاحية لمدة عامين في قضية فساد تتعلق بالتلاعب بالمال العام.
وقال الخبير القانوني محمد الحافظ إنه ليس هنالك أي مبرر لعدم إلزام البشير بارتداء ملابس السجن وظهوره العلني بهذا المظهر المخالف للقوانين والمستفز لمشاعر الشارع السوداني.
ويشير نزار عبدالقادر المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان إلى أنه ووفقا لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، والمعروفة بقواعد نيلسون مانديلا، لا يجوز أن يكون هنالك تمييز في معاملة السجناء بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي السياسي أو غير السياسي، أو المنشأ القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد أو أيِّ وضعٍ آخر.
ويواجه البشير الذي سقط نظامه بثورة شعبية في أبريل 2019 عدد من القضايا على رأسها القتل خارج إطار القانون والفساد المالي والمشاركة في انقلاب 1989.
وتطالب محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بترحيل البشير لمحاكمته في تهم بالإبادة الجماعية، وجرائم حرب ضد الإنسانية. ويمثل البشير الثلاثاء المقبل أمام المحكمة في بلاغ انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989.