حكم بتعويض المسافرين جوا عند إلغاء رحلاتهم بسبب الإضراب
قضت محكمة العدل الأوروبية، الثلاثاء، بأنه يتعين على شركات الطيران دفع تعويضات للركاب عن الرحلات الملغاة إذا ما تسببت في ذلك إضرابات.
وكانت خلفية القضية إضرابا استمر 7 أيام نظمه طيارو الخطوط الجوية الاسكندنافية وشهد إلغاء عدد من الرحلات الجوية عام 2019.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، طلب مسافر أراد السفر من مالمو إلى ستوكهولم، تعويضا عن رحلة ملغاة، لكن الخطوط الجوية الاسكندنافية رفضت الدفع.
ودفعوا بأن الإضراب يمثل “ظرفا استثنائيا” يمكن للشركات الاعتماد عليه للإعفاء من مطالبات التعويض.
لكن محكمة العدل الأوروبية انحازت، الثلاثاء، إلى جانب الركاب وقالت إن الإضراب لا يشكل ظرفا استثنائيا إذا كان يهدف إلى تحسين ظروف العمل أو ضمان زيادات في الأجور.
وقضت المحكمة بوجوب اعتبار الإضرابات جزءا من نشاط صاحب العمل، لذلك ينبغي التخطيط لها.
وعلاوة على ذلك، بما أن قانون الاتحاد الأوروبي يضمن الحق في الإضراب، فإنه “متوقع بالنسبة لأي صاحب عمل”، وفقا لبيان صحفي. وخلصت المحكمة إلى أن هذا يعني أن صاحب العمل يحتفظ ببعض السيطرة على الأحداث.
يشار إلى أن جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على قطاع الطيران بسبب فرض قيود السفر وتراجع الطلب بين المسافرين، ما خفض كثيرًا من عائدات شركات الطيران، وأجبر العديد منها على تسريح موظفيها أو إعلان إفلاسها.
استمرار النزيف
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، نهاية الشهر الماضي، استمرار نزيف سيولة شركات الطيران، حتى الربع الرابع من العام في ظل تشديد القيود على السفر.
وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” من تدهور في توقعات شركات الطيران عن تقديراته التي أصدرها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وحسب رويترز، رفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، توقعه لإجمالي استهلاك السيولة بشركات الطيران للعام 2021 إلى ما بين 75 و95 مليار دولار، ارتفاعا من 48 مليارا في توقعات ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي حين شرعت دول عديدة في توزيع اللقاحات للتصدي لفيروس كورونا المستجد، أجبر ظهور سلالات أسرع انتشارا من الفيروس في دول مثل بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا حكومات عديدة على حظر السفر غير الضروري.
وسيكون الصيف المقبل حاسما للكثير من شركات الطيران وشركات تنظيم العطلات التي تكافح للنجاة بعد مرور نحو عام دون أي إيرادات تذكر بسبب قيود الجائحة.
وسوف يحتاج الكثير منها أموالا إضافية بعد استنزاف احتياطياتها النقدية. وقال “إياتا”، إنه يعتزم إطلاق تصريح سفر خاص بكوفيد-19 بنهاية مارس/ آذار، ليفعّل بذلك نظاما رقميا لنتائج الفحوص وشهادات التطعيم مما يساعد في تسهيل السفر.
أكبر صدمة
وأكد الخبراء أن قطاع النقل الجوي الذي تضرر كثيرا بسبب تداعيات وباء “كوفيد-19″، لا يرى نورا في نهاية النفق وسيخرج من الأزمة مختلفا.
وعصفت تداعيات جائحة فيروس كورونا بقطاع النقل الجوي، وعانى من خسائر هائلة، تحولت إلى تهديدات بالإفلاس وكوارث اجتماعية رغم المساعدات الحكومية الضخمة التي يتم ضخها.
وحسب وكالة فرانس برس، يرى الخبراء الاقتصاديون في الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” براين بيرس، أن الوباء شكل “أكبر صدمة لقطاع الطيران في تاريخه” مع هبوط بنسبة 66% لحركة السفر في 2020.
من جهتها كشفت المنظمة الدولية للطيران المدني أن حركة الطيران تراجعت إلى مستوى 2003 مع 1.8 مليار راكب عام 2020، لتظل بعيدة جدا عن مستوياتها في 2019، حين بلغت 4.5 مليار راكب.
والانخفاض الهائل في عدد المسافرين وتوقف الطائرات على الأرض الذي يتطلب نفقات ثابتة خفضها معقد جدا.. لهذين العاملين تأثير كبير على الشركات التي خسرت 510 مليارات دولار من رقم مبيعاتها في 2020 بحسب “إياتا”.
أما خسائرها المالية فقدرها “إياتا”، بنحو 118 مليار دولار في 2020، كما يتوقع أن تبلغ خسائر القطاع 38 مليار دولار في 2021.
وقال المجلس الدولي للمطارات الذي يضم مديري 1933 هيئة في 183 دولة إن خسائرهم في الإيرادات لعام 2020 بلغت 111.8 مليار دولار.