حكم قضائي بحبس أعضاء مركز للفنون يثير جدلاً واسعاً في السودان
الخرطوم- صقر الجديان
أثار حُكم احدى محاكم الخرطوم بسجن فنانين شباب جدلاً واسعاً بمواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات شعبية بأن الحكم قُصد منه التشفي.
وقضت محكمة جنايات الخرطوم الأوسط، الخميس الفائت، بالسجن شهرين والغرامة 5 ألاف جنيه على 5 أعضاء من مركز (فيد) للفنون، بدعوى الإزعاج العام والإخلال بالسلامة العامة.
ومن بين المحكوم عليهم حجوج عمر (كوكا) وهو مخرج الفيلم الوثائقي (على إيقاع الانتنوف)، بجانب دعاء طارق التي ادعت في وقت سابق أن النيابة العامة تعنتت في تقييد إجراءات قضائية ضد أحد عناصر الشرطة صفعها على وجهها إثر رفضها تصويرها داخل مركز احتجاز تابع للشرطة.
ودعاء طارق، هي شقيقة لدن طارق التي القت قصيدة غاضبة أثناء مليونية 30 يونيو 2020، نددت فيها بالقوات التي فضت اعتصام حول قيادة الجيش في 3 يونيو 2020، حيث اعتبرتها بعض العناصر العسكرية مسيئة للجيش الذي راج عنه آنذاك إنه يعتزم تقييد إجراءات قانونية ضدها، قبل إن تتدخل جهات نافذة في الدولة لتوقف الخطوة.
وتعود قضية مركز فيد للفنون، إلى 10 أغسطس الفائت، عندما اعتقلت قوات الشرطة 11 من أعضاء المركز بعد إن قيّد سُكان حي الزهور،- مقر المركز -، إجراءات قانونية بتهم الإزعاج العام بسبب تجارب الأداء التي تؤديها المجموعة في المقر .
وقال عضو هيئة الدفاع عن أعضاء المركز، عثمان البصري، إن الهيئة بصدد تقديم استئناف ضد القرار القضائي الذى قضى بسجن 5 من أعضاء المركز .
وأضاف البصري ، السبت: “نعتبرها محاكمة غير محايدة وغير عادلة”.
وبموجب القوانين السودانية، يمكن لهيئة الدفاع عن المحكومين تقديم طعن في الحكم خلال 15 يوما من صدور القرار.
ووجدت قضية أعضاء مركز (فيد) للفنون تضامناً واسعاً من مجموعات نسائية ومن لجان المقاومة، حيث وصفها كثيرين بأنها تندرج في قائمة عنف الدولة.
ونظم العشرات وقفة احتجاجية أمام مقر النيابة العامة بالعاصمة الخرطوم، احتجاجا على قرار المحكمة ورفع المحتجون لافتات تطالب بإصلاح القوانين.
في الأثناء، رفضت مبادرة (لا لقهر النساء)، استخدام الدولة لقهر المواطن، والذي ظهر في الحكم بالعقوبة التعسفية التي صدرت من محكمة جنايات الخرطوم وسط في 17 سبتمبر الجاري في مواجهة عدد من الشباب.
وطالبت المبادرة في بيان تلقته “شبكة صق الجديان”، الجهات العدلية العمل على ضبط المواد القانونية التي تكون فضفاضة في استخدامها.
ولفتت المبادرة انتباه وزارة الداخلية الى ضرورة تدريب أفرادها على كيفية التعامل الكريم مع المواطنين السودانيين وعدم اللجوء للاستفزاز والحط من الكرامة والإذلال.
ويتوقع أن تنعقد الأحد محاكمة بقية أعضاء المركز ووصفها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بأنها محاكمة للفن ولحرية التعبير.
ومركز فيد للفنون يتبع لمجموعة (المعمل المدني) أو (سيفيك لاب) الثقافية الفنية المستقلة، ويعمل على توثيق أحداث ثورة ديسمبر التي أطاحت نظام عمر البشير، من خلال الفنون مثل العروض المسرحية والرسم.