حكومة جنوب السودان: اتفاق ثلاثي بتولي جيشنا حماية حقل هجليج النفطي
متحدث حكومة جنوب السودان قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا إن الاتفاق جرى التوصل إليه عقب اتصالات أجراها الرئيس سلفاكير ميارديت مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد "قوات تأسيس" محمد حمدان دقلو حميدتي

جوبا – صقر الجديان
أعلنت حكومة دولة جنوب السودان، الخميس، عن اتفاق مع الحكومة السودانية وقوات تأسيس، على تولي “الجيش الشعبي لجنوب السودان” حماية المنشآت في حقل هجليج النفطي بولاية غرب كردفان جنوبي السودان.
وقال متحدث حكومة جنوب السودان، أتيني ويك أتيني، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة جوبا، إنه جرى التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين الجيش الشعبي لجنوب السودان، والجيش السوداني، وقوات تأسيس، يمنح قوات “الجيش الشعبي” المسؤولية الأمنية الأولى في حقل هجليج النفطي.
وأوضح أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، توصل إلى هذا الاتفاق “بعد الاتصال بقائدَي طرفي النزاع في السودان، لحضهما على وقف المعارك في محيط الحقل”.
والأربعاء، تحدث رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي بول نانق، في تصريحات من داخل حقل هجليج، عن تواصل سلفاكير ميارديت، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقائد “قوات تأسيس” محمد حمدان دقلو حميدتي، بشأن التوصل لاتفاق يسمح بدخول قوات “الجيش الشعبي” إلى الحقل النفطي.
وأوضح أتيني، أن الاتفاق يقضى بانسحاب الجيش السوداني وخروج قوات تأسيس من المنطقة.
وينقل نفط جنوب السودان عبر خط نقل سوداني يبدأ من منطقة هجليج الحدودية، والتي تنتج حاليا 50 بالمئة من الخام السوداني، ويمتد الخط 1610 كيلومترا يتخللها عدد من محطات المعالجة وصولا لميناء بشائر على البحر الأحمر.
وحتى الساعة 21.00 تغ بتوقيت غرينتش، لم تصدر السلطات السودانية أو قوات تأسيس أي تعليق بشأن هذه التطورات.
غير أن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، (أحد أحزاب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة برئاسة عبد الله حمدوك)، أشار إلى الاتفاق، وذلك عبر حسابه بمنصة “فيسبوك” الأمريكية.
وأضاف أن “عدم صدور تعليق من القوات المسلحة أو قوات تأسيس، يشي بتأكيد غير معلن على حدوث الاتفاق الثلاثي الذي سبق تفاوض غير مباشر بين أطرافه”.
ودعا إلى “استدعاء ذات الإرادة التي أفضت لاتفاق حماية منشآت النفط وتوجيهها إلى ما هو أولى وأسمى اتفاق؛ هدنة إنسانية”.
والاثنين، أعلنت “قوات تأسيس” سيطرتها على حقل هجليج، مؤكدة أنها “تؤمِّن وتحمي المنشآت النفطية الحيوية في المنطقة بما يضمن مصالح جمهورية جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية نحو الأسواق العالمية”.
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها “قوات تأسيس” حقولًا نفطية، إذ سبق أن اتهمتها السلطات السودانية بشن هجوم بطائرات مسيّرة على محطة معالجة بترول جوبا في الجبلين بولاية النيل الأبيض (جنوب)، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى توقف مؤقت لتصدير النفط.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) اشتباكات عنيفة منذ أسابيع بين الجيش و”قوات تأسيس”، تسببت في نزوح عشرات الآلاف خلال الفترة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر “قوات تأسيس” على ولايات دارفور الخمس غربًا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش و”قوات تأسيس” منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.




