حمدوك: عدم الاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة يعني البقاء “تحت رحمة” اثيوبيا
الخرطوم – صقر الجديان
شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، على أهمية الوصول لاتفاق ملزم حول أزمة سد النهضة الاثيوبي يسمح بالتخطيط بشكل أفضل للتنمية والإنتاج الزراعي.
وتجيئ تصريحات المسؤول السوداني بالترافق مع حراك نشط للولايات المتحدة الأميركية لتسوية هذا الملف الذي تتزايد يه الخلافات بين كل من اثيوبيا والسودان ومصر.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في مقابلة مع “سي ان ان” الأربعاء أنهم من دون الوصول لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة سيكونون دوما تحت رحمة إثيوبيا في أن تعطيهم الماء اليوم وتأخذه منهم متى شاءت، لذلك يطالبون باتفاق ملزم في إطار القانون الدولي.
ووصف القضايا المتعلقة بسد النهضة بأنها قضايا “جادة جداً وحساسة”، خاصة انها مرتبطة بأمن وسلامة الملايين في السودان ومصر، مؤكداً أهمية المسائل المتعلقة بسد النهضة والتي يمكن حلها في غضون أسابيع وفقا للقانون الدولي.
وأبان رئيس الوزراء أن السودان اقترح تحويل دور المراقبين إلى وسطاء للمساعدة في الوصول لاتفاق ملزم حول السد.
وأشار حمدوك إلى أن السودان لديه حدود مع سبع دول وأن المنطقة الحدودية الوحيدة من بين هذه الدول التي ليس بها نزاع وتم حلها منذ العام 1902 باتفاقية ترسيم الحدود في الخريطة وعلى الأرض هي إثيوبيا، مؤكداً أن الحكومات الإثيوبية المتعاقبة اعترفت بهذه الحدود.
ووصل القاهرة الأربعاء المبعوث الأميركي الخاص للقرن الافريقي جيفري فيلتمان حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية، وذلك في مستهل جولته الافريقية التي ستشمل كذلك السودان واثيوبيا.
وفي غضون ذلك انهى اثنين من أعضاء الكونغرس الأميركي الاربعاء مشاورات امتدت يومين مع المسؤولين في الخرطوم ناقشت ملف الحدود مع اثيوبيا وأزمة سد النهضة.
قال السيناتور الأميركي كريستوفر كونز إن واشنطن ستسعى إلى التوصل لاتفاق عادل ومنصف بشأن أزمة سد النهضة.
وأضاف كونز -في مؤتمر صحفي عقده وفد من الكونغرس الأميركي الذي يزور الخرطوم-الاربعاء أنه من حق إثيوبيا الحصول على الكهرباء وإقامة السد، ولكن عبر اتفاق يراعي مصالح كل دول المنطقة، مشددا كذلك على أحقية السودان في الحصول على معلومات فنية بشأن سد النهضة.
وافاد أن المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي “سيبذل مزيدا من الجهود لحل أزمة سد النهضة”.
وحول الخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا، قال كونز إن الوفد يؤيد السيادة السودانية على أراضيها، لكنه حريص أيضا على خفض التوتر بين البلدين.
السيسي: سد النهضة قضية “وجودية”
من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاربعاء إن قضية سد النهضة ” وجودية بالنسبة لمصر”، التي شدد على انها لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها.
وخلال لقائه المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان، أضاف السيسي أن بلاده تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانونا لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك عبر مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي.
ودعا الرئيس المصري واشنطن للعب دور مؤثر في حلحلة أزمة السد.
وأفاد بيان أصدرته الرئاسة المصرية أن المبعوث الأميركي قال إن بلاده جادة في حل أزمة سد النهضة، “نظرا لما تمثله هذه القضية الحساسة من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة، والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة”.
والتقى وزيرا الخارجية سامح شكري والموارد المائية والري المصريان الأربعاء المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي، وناقش الجانبان مستجدات مفاوضات سد النهضة.
وقالت الخارجية المصرية -في بيان-إن القاهرة ما تزال تأمل أن يتم التوصل لاتفاق حول السد قبل صيف العام الجاري؛ إذ “يتعين أن تتم عملية الملء وفق اتفاق يراعي مصالح دولتي المصب ويحد من أضراره عليهما”.
وتتمسك أديس أبابا بالملء الثاني للسد بالمياه في يوليو المقبل، حتى دون اتفاق مع السودان ومصر، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح هذين البلدين، وإن الهدف من بناء السد توليد الكهرباء.