حمدوك يتحفظ على مجلس شركاء الانتقال والخلافات تهدد تكوينه
الخرطوم – صقر الجديان
أبدى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تحفظات على تكوين مجلس شركاء الانتقال، ملوحًا بمقاطعته حال لم تجرى عليه تعديلات جوهرية.
وجرى في 28 أكتوبر الفائت تعديل على الوثيقة الدستورية، اُستحدث فيه تكوين مجلس شركاء فترة الانتقال للتنسيق بين مكونات الحكومة وحل الأزمات المحتملة.
وبعد ساعات من تسريب وثيقة حوت قرار تشكيل المجلس من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أفادت مصادر متطابقة أن الخلافات تعصف بأطراف الحكم في السودان حول المجلس.
وقالت مصادر موثوقة ، الخميس، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أظهر عدم رضاه حيال تكوين المجلس وأبدى عليه 4 تحفظات.
وأشارت إلى أن حمدوك نقل إلى المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في اجتماعهما الذي التام يوم الأربعاء، ضرورة أن يكون دور مجلس شركاء الحكم الانتقالي تنسيقياًً وتشاورياً ولا يتدخل في عمل الجهاز التنفيذي والتشريعي والسيادي.
وأفادت المصادر بأن قرار تشكيل مجلس الشركاء سمى عبد الله حمدوك عضوًا، فيما كان المتفق عليه أن يكون رئيسًا مناوبًا، وهو ما أثار تضجر رئيس الوزراء.
وأكدت أن رئيس الوزراء يرى ضرورة أن يُضاف وزيرين على الأقل في مجلس الشركاء، كما أنه يطالب بضرورة الالتزام بالتمثيل العادل للنساء في المجلس حيث يضم التشكيل المعلن مريم الصادق المهدي فقط.
وشددت المصادر المتطابقة على أن حمدوك لن يشارك في المجلس ما لم يتم إجراء تعديل عليه ليكون طابعه تشاورياً وفقًا للاتفاق الذي مهد لتشكيله.
ويشار الى أن مهام المجلس حسب قرار البرهان تتمثل في توجيه فترة الانتقال بما يخدم مصالح السودان العليا وحل التباينات في وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وحشد الدعم اللازم لإنجاح الفترة الانتقالية، إضافة إلى “أي سلطات أخرى لازمة لتنفيذ إختصاصاته وممارسة سلطاته”.
وأضاف رئيس مجلس السيادة، قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، ليكون عضوًا في مجلس الشركاء رغم انه ليس من أعضاء مجلس السيادة.
ونص قرار تشكيل المجلس على أن عضويته تضم 6 ممثلين للمكون العسكري و13 من الحرية والتغيير و7 من الجبهة الثورية، يُضاف إليهم عضوين بعد عقد مؤتمر أقر اتفاق السلام عقده لمناقشة قضايا شرق السودان.
ويتكون المكون العسكري في مجلس السيادة من 5 أعضاء، وهم عبد الفتاح البرهان وشمس الدين كباشي ومحمد حمدان (حميدتي) وياسر العطا وإبراهيم جابر.
وقالت صحيفة “السوداني” على موقعها الإلكتروني إن خلافات عاصفة نشبت بين شركاء الحكم بسبب تكوين المجلس.
ونقلت عن مصادر أن حزب الأمة القومي هدد بالانسحاب من المجلس اعتراضًا على منحه مقعدين فيه، وطالب بـ 3 ممثلين في المجلس.
وأشارت إلى أن رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي أخطر مجلس السيادة باعتراضه على تمثيل الحرية والتغيير بـ 13 مقعد، كما أن قادة مسار الشرق المضمنفي اتفاق السلام هددوا بالانسحاب من الاتفاق حال عدم قبول تسمية مرشحيه للمجلس.