أخبار السياسة المحلية

حميدتي يتهم الجيش بـ«التطهير العرقي» ويهدد باستهداف طائرات تقلع من دول مجاورة

نيالا – صقر الجديان

اتهام متبادل وتصعيد كلامي جديد سجّله قائد قوات تأسيس، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي اتهم الجيش السوداني بارتكاب «تطهير عرقي وإبادة جماعية»، مهدّداً بأن الطائرات التي تقلع من دول مجاورة لغرض الضرب أو نقل الأسلحة أو الإمدادات إلى داخل السودان «هي هدف مشروع» بالنسبة لقواته.

جاءت تصريحات حميدتي في خطاب مطوّل وجهه مساء الثلاثاء إلى «الشعب السوداني»، قال فيه إن الهجمات التي استهدفت «الإدارات الأهلية» وقيادات قبلية في إقليمي دارفور وكردفان تمثّل «عملاً مقصوداً» يهدف، بحسبه، إلى «محو قبائل من الخارطة».

وأشار بالاسم إلى حادثة المزروب في شمال كردفان، واصفاً ما حدث هناك بأنه «إبادة حقيقية لقبيلة».

وتبادل الطرفان الاتهامات خلال الأيام الماضية بشأن حادثة استهداف اجتماع لقيادات قبيلة المجانين في منطقة المزروب غربي مدينة بارا (ولاية شمال كردفان)، الذي أسفر عن مقتل ناظر القبيلة وعدد من مرافقيه بعد هجوم بطائرة مسيّرة.

وتسيطر قوات تأسيس على أجزاء من المزروب، فيما تتهم الحكومة والجيش الطرف الآخر بالمسؤولية عن بعض هذه الحوادث.

وفي خطابه التحذيري صوب حميدتي دول الجوار من السماح باستخدام أراضيها لإطلاق طائرات أو مسيرات تُستخدم في ضرب أهداف داخل السودان، قائلاً: «أي طائرة تقلع من أي مطار في أي دولة مجاورة لإسقاط إمدادات، أو للضرب، أو للقتل… هي بالنسبة لنا هدف مشروع». وأضاف أنه لا يقصد التهويل بلا ثقة، بل إنه واثق من موقفه.

كما شنّ حميدتي هجوماً كلامياً لاذعاً على قيادات الجيش، واصفاً خصوماً له داخل المؤسسة العسكرية بـ«الحركة الشيطانية» و«السرطان» الذي يجب استئصاله، ووجّه اتهامات شخصية إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، متهمًا إياه بـ«القيادة المزدوجة» واصفًا إياه بأوصاف حادة وداعياً إلى محاسبته، ومجدداً دعوته لتشكيل «لجنة تحقيق دولية» لبحث ما سماه «المجازر» وجرائم «التطهير العرقي» منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

واختتم حميدتي خطابه بنداء إلى أنصاره «التوجه إلى ميادين القتال»، ومغامِزًا بأنه «النصر قادم»، في خطاب يحمل من اللهجة التصعيدية ما يزيد من منسوب الاحتقان بين الطرفين ويعكّر مناخ الوساطات والدبلوماسية الساعية لتهدئة الأزمة.

الخلفية: تتكرر الاتهامات المتبادلة بين الجيش وقوات تأسيس منذ اندلاع القتال في 15 أبريل 2023، في سياق تصاعد العنف في ولايات عدة، لا سيما دارفور وكردفان، مع تبادل اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، ما يزيد المخاوف من اتساع رقعة الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى