خبراء الأمم المتحدة يوثقون 330 حالة عنف جنسي في السودان هذا العام
جنيف – صقر الجديان
كشف خبراء من الأمم المتحدة، عن توثيق 330 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في السودان خلال العام الحالي.
وقال خبراء حقوق الإنسان المستقلين، في بيان تلقته “شبكة صقر الجديان”، الخميس؛ إنه “في 2025، وُثِّقت ما لا يقل عن 330 حالة عنف مرتبط بالنزاع، حيث يُعتقد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب نقص الإبلاغ”.
وأشاروا إلى أن ضحايا العنف الجنسي، بما في ذلك الأطفال، يواجهون عوائق هائلة في الحصول على الرعاية الطبية أو النفسية.
وتحدث البيان عن تقارير تفيد بارتفاع حالات الاختفاء القسري للنساء والفتيات في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث جرى اختطاف الكثيرات لأغراض الاستعباد الجنسي والاستغلال.
وأضاف: “تُؤخذ الفتيات من مواقع النزوح والإيواء والأسواق في ظل انهيار أنظمة الحماية، حيث عرّض تدهور الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع النساء والفتيات لعنف جنسي متزايد”.
ويُعين مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خبراء مستقلين عن الحكومات والمنظمات، حيث يعملون بصفتهم الشخصية دون رواتب لمراقبة حقوق الإنسان.
وأدان خبراء الأمم المتحدة الانتهاكات واسعة النطاق ضد النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك العنف الجنسي والاختطاف والقتل.
وأفادوا بأن النساء والفتيات يواجهن مخاطر متزايدة من الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والاتجار بالبشر والزواج القسري، خاصة في الجزيرة وسنار ودارفور وجنوب كردفان.
وذكر الخبراء أن نساء انتحرن في قرى مثل السريحة والأزرق ورفاعة في ولاية الجزيرة بعد تعرضهن لاعتداءات مؤلمة، فيما تفكر الضحايا بشكل متزايد في الانتحار كوسيلة للهروب من أهوال الصراع المستمر.
واستطاع الجيش استعادة مناطق ولاية الجزيرة مطلع هذا العام، بعد أن خضعت لسيطرة قوات الدعم السريع لمدة تزيد عن العام ارتكبت خلالها انتهاكات بشعة منها القتل الجماعي والعنف الجنسي والنهب والتهجير القسري.
وأوضح الخبراء أن انهيار الأنظمة الصحية والهجمات على مخيمات النازحين في الفاشر والمناطق المحاصرة، أدى إلى ولادة النساء في ظروف غير آمنة وغير صحية، كما ارتفع معدل وفيات الأمهات بشكل حاد.
وتمنع قوات الدعم السريع وصول الإمدادات الحيوية إلى الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث تحاصرها منذ أكثر من عام مع قصف بالمدافع والطيران المسير بصورة شبه يومية وشن هجوم بري بين الحين والآخر.
وأبدى خبراء الأمم المتحدة القلق إزاء الهجمات على المدافعات عن حقوق الإنسان والعاملات في الخطوط الأمامية، حيث تعرضن للاغتصاب والقتل والمضايقة بسبب مساعدة الضحايا أو توثيق الانتهاكات.
وشدد البيان على أن هذه الانتهاكات تمثل أضرارًا بالغة للأفراد والمجتمعات، نظرًا إلى أنها تفكك الحماية المتبقية وتقوض احتمالات التعافي والعدالة.
وأضاف: “إن النطاق المروع للعنف الذي لا تزال النساء والفتيات يتعرضن له يُعدّ دليلًا مقلقًا على تآكل حماية النساء والفتيات في أوقات النزاع وتطبيع هذا العنف. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل عاجل لوقف هذا المد”.
ويتكتم المجتمع السوداني على جرائم الاغتصاب لارتباطه الوثيق بالشرف، حيث تلجأ بعض الضحايا إلى الهروب من أسرهن أو الانتحار لتلافي وصمة العار، كما يقوم بعض أفراد الذكور بقتل الضحية التي تعرضت للعنف الجنسي حفاظًا على سمعة الأسرة.