خبراء يحثون على التوقف عن مشاهدة الفيديوهات بدقة HD لإنقاذ الكوكب
يقترح تقرير جديد صادر عن الجمعية الملكية، والتي تبحث في دور التقنيات الرقمية في بناء اقتصاد منخفض الكربون، اتخاذ إجراءات لخفض دقة البث عبر المنصات الإلكترونية لحماية الكوكب.
وتنصح الجمعية الملكية الأشخاص بمشاهدة الفيديوهات بدقة قياسية على هواتفهم الذكية بدلا من تقنية 4K للمساعدة في تقليل انبعاثات الكربون.
وفي تقرير جديد، تقدر الجمعية أن البث لمدة ساعة واحدة على هاتف ذكي بدقة 4K أو UHD (دقة عالية للغاية) يولد ما يقارب ثمانية أضعاف انبعاثات الكربون مقارنة بـ SD (تعريف قياسي).
ومن غير المرجح أن يلاحظ المستخدمون الاختلاف في دقة الشاشات الصغيرة مثل الهاتف الذكي، وفقا للتقرير.
ويقول التقرير أيضا إن خدمات البث لها تأثير سلبي على البيئة، بسبب الطاقة المطلوبة لنقل البيانات، والتي يتم توليد نسبة كبيرة منها من مصادر الطاقة غير المتجددة مثل الغاز والفحم.
وتنصح الجمعية الملكية أيضا الجمهور بالاستمرار في استخدام نفس الهاتف الذكي لمدة أربع سنوات وعدم الانجرار إلى دورات الإصدار السنوية لصناعة التكنولوجيا.
ويمكن لعشاق التكنولوجيا أيضا المساعدة في خفض انبعاثات الكربون عن طريق شراء الأدوات المستعملة وإعادة تدويرها عندما تصل إلى نهاية عمرها الافتراضي.
وتقول أقدم أكاديمية علمية مستقلة في العالم إن مساهمة التكنولوجيا الرقمية المقدرة في انبعاثات الكربون العالمية تتراوح من 1.4% إلى 5.9%.
لكن من المأمول أن التكنولوجيا الرقمية، من العدادات الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة والذكاء الاصطناعي، يمكن أن تحقق ما يقارب ثلث تخفيضات انبعاثات الكربون المطلوبة بحلول عام 2030.
وتحتاج البشرية إلى تحقيق انخفاض بنسبة 50% من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 من أجل الحفاظ على مسار يحافظ على متوسط زيادة درجة الحرارة العالمية أقل بكثير من 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية)، وفقا للهدف المنصوص عليه في اتفاقية باريس.
وقال البروفيسور آندي هوبر، نائب رئيس الجمعية الملكية ورئيس مجموعة عمل التقرير: “هناك العديد من الطرق للوصول إلى صافي الصفر، لكن التكنولوجيا الرقمية لها دور مركزي تلعبه، بغض النظر عن القطاع أو البلد الذي تنظر إليه”.
ومن الفوائد غير المقصودة لوباء “كوفيد-19” هذا العام أن الموظفين قد تم إجبارهم على العمل في المنزل، ما أدى إلى انخفاض التنقل والمساهمة في انخفاض حاد في انبعاثات الكربون أثناء الإغلاق.
وعززت التقنيات الرقمية مثل الإنترنت وعقد المؤتمرات عبر الفيديو قدرة العمال على الانتقال من العمل في المكتب إلى العمل من المنزل، ولديها إمكانات كبيرة لمستقبل خال من الكربون.
وأضاف البروفيسور هوبر: “أدى هذا الوباء إلى تسريع التحول الرقمي، لذا فقد حان الوقت لتقييم وضمان التنمية المستدامة للتقنيات والأنظمة الرقمية المستقبلية”.
وتشير الأكاديمية العلمية المستقلة إلى أنه يمكن دعم البث المسؤول من خلال التغييرات في تصميمات الخدمات عبر الإنترنت، على سبيل المثال، يمكن لإيقاف تشغيل الفيديو لمستخدمي “يوتيوب” الذين يستمعون فقط إلى المحتوى أن يوفر ما بين 1% و5% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للخدمة.
ويسلط تقرير الجمعية الملكية الجديد الضوء على أن المثابرة على استخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون الذكية التي بحوزتنا لفترة أطول وعدم تبديلها بأخرى يمكن أن يقلل الانبعاثات الناتجة عن مزيد من النفايات الإلكترونية.