خبير : توثيق (521) حالة لضحايا العنف الجنسي في السودان
الخرطوم – صقر الجديان
كشف الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر، الخميس، عن توثيق 521 ضحية للعنف الجنسي المتصل بالنزاع في السودان.
ويُصادف 19 يونيو من كل عام اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، وسط دعوات لتقديم الدعم إلى الضحايا ومحاسبة الجُناة.
وقال نويصر،في بيان إنه “حتى نهاية مايو 2025، وثّقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 368 حادثة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في السودان منذ اندلاع الحرب، شملت ما لا يقل عن 521 ضحية”.
وأوضح أن أكثر من نصف الحالات الموثقة عبارة عن جرائم اغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، معظمها بحق النساء والفتيات النازحات وغالبًا ما يتسم بالكراهية العرقية.
وأفاد بأن 70% من حوادث العنف الجنسي نُسبت إلى قوات الدعم السريع.
وتعتقد منظمات حقوقية أن الدعم السريع تتخذ الاغتصاب سلاحًا في الحرب واستراتيجية لإذلال المجتمعات، نظرًا إلى أن أكثر من نصف الحالات الموثقة عبارة عن اغتصاب جماعي.
وأفادت أطباء بلا حدود في 4 يونيو الجاري، بأنها قدّمت منذ يناير 2024 إلى مارس 2025 الرعاية إلى 659 من ضحايا العنف الجنسي في ولاية جنوب دارفور التي تخضع لسيطرة الدعم السريع منذ أكتوبر 2023.
وأكد رضوان نويصر وجود مئات حوادث العنف الجنسي المتصل بالنزاع، لم يُبلغ عنها بسبب وصمة العار، والخوف من الانتقام، وانهيار الأنظمة الطبية والقانونية في بعض المناطق.
وشدد على أن العنف الجنسي يُخلّف ندوبًا دائمة على الأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها في كل أنحاء السودان، حيث لا يزال مستشريًا على نطاق واسع، معربًا عن قلقه إزاء استمرار فشل أطراف النزاع في منع وقوعه.
أداة رعب وانتقام
وذكر أن شهادات الضحايا تشير إلى مدى الوحشية المُروّعة، حيث وثّقت المفوضية حالات اغتصاب ارتُكبت بحق الضحايا أمام أفراد أُسرهم، وحوادث اختطاف متبوعةً بعنف جنسي، واتجارًا لغرض الاستغلال الجنسي، واعتداءاتٍ على ناشطات.
وأضاف: “غالبًا ما يرافق العنف الجنسي وقوع انتهاكات جسيمة أخرى، منها القتل، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي”.
وتابع: “مع تصاعد وتيرة الصراع خلال عام 2025، زادت التقارير حول استخدام العنف الجنسي، بما في ذلك على أساس الأصل الإثني، كأداة لبثّ الرعب والانتقام والترهيب من قبل طرفي النزاع، والميليشيات والجماعات التابعة لهما”.
وأدان نويصر استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب، مشددًا على أن انتشاره يُخلّف آثارًا مُدمّرة وطويلة الأمد على الصحة الجسدية والإنجابية والنفسية للناجيات، ويُمزّق النسيج الاجتماعي لمجتمعات بأسرها.
وطالب بضرورة محاسبة الجُناة وتعبئة آليات العدالة الوطنية والدولية لإنهاء الإفلات من العقاب عن هذه الجرائم البشعة، علاوة على حماية النساء والفتيات والرجال والفتيان من العنف الجنسي.
وعيّن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في 16 ديسمبر 2022، رضوان نويصر خبيرًا مستقلًا معنيًا بحالة حقوق الإنسان في السودان.
وتتكتم بعض المجتمعات على جرائم الاغتصاب لارتباطها الوثيق بالشرف، حيث تلجأ بعض الضحايا إلى اتخاذ تدابير متطرفة مثل الهروب من أسرهن أو الانتحار لتلافي وصمة العار.