أخبار الاقتصاد المحلية

خطة سودانية لتوطين صناعة الذهب والمجوهرات

مجموعة سبائك الحكومية: 6 دول في مقدمتها الإمارات ستساهم في عمليات التصنيع وتدريب وتأهيل اليد العاملة المحلية التي ستعمل في المشروع.

الخرطوم – صقر الجديان

كشف السودان أن لديه خططا طموحة لتوطين صناعة الذهب والمجوهرات بالبلاد، في خطوة ترمي إلى دعم النقد الأجنبي في خزينة الدولة التي تعاني نقصا حادا في السيولة.

ونسبت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إلى مدير قطاع التعدين بمجموعة سبائك الحكومية مجاهد بلال طه قوله إن الجهات المعنية “ترعى برنامجا متكاملا وشاملا لتوطين وتطوير صناعة المجوهرات والمشغولات الذهبية الذي تقوم به سبائك”.

وأكد أن سبائك أطلقت حتى الآن 13 مشروعا واستثمارا كبيرا في التعدين بشراكات عالمية، منها مركز الخرطوم للأحجار الكريمة والألماس وسبائك لاستزراع اللؤلؤ ومركز الخرطوم لصناعة الرخام والجرانيت وغيرها من مشاريع استكشاف وإنتاج المعادن.

ويأتي في مقدمة ذلك مشروع التوطين عبر مصنع الخرطوم لصناعة الذهب والمجوهرات، وهو أحد استثمارات سبائك.

ومن المتوقع أن يتم توقيع العقود وتدشين المشروع، الذي تبلغ تكلفته التقديرية نحو 108 ملايين دولار، في يناير المقبل على أن يبدأ مرحلة الإنتاج الفعلي بعد عامين.

وأشار طه خلال اجتماع مع وكيل وزارة المعادن المكلف محمد زين العابدين إلى أن ست دول، في مقدمتها الإمارات وتركيا والبحرين وإيطاليا، ستساهم في عمليات التصنيع وتدريب وتأهيل اليد العاملة المحلية التي ستعمل في المشروع.

وأوضح أن الفوائد الكبيرة للمشروع تتمثل في خلق قيمة مضافة للذهب الخام واستهداف 13 دولة أفريقية يخدمها المصنع، بالإضافة إلى تشغيل وتدريب الأيدي العاملة السودانية عبر الشراكات المحلية مع مراكز التدريب المهني والجامعات.

ويسعى السودان لإبدال عائدات النفط بعائد من تصدير الذهب بعد أن فقد ثلاثة أرباع من إنتاجه النفطي منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.

وبدأت البلاد عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير تجني ثمار تغيير قواعد تجارة الذهب بعد أن سمح مطلع العام الماضي للقطاع الخاص بتصديره، في خطوة ترمي إلى تضييق الخناق على التهريب.

وفي السابق كان البنك المركزي الجهة الوحيدة المخول لها قانونيا شراء وتصدير الذهب وإقامة مراكز لشراء المعدن من شركات التعدين الصغيرة.

وأشارت بيانات الشركة السودانية للموارد المعدنية في أغسطس الماضي إلى أن الإنتاج الرسمي للذهب بالبلاد تضاعف في النصف الأول من هذا العام إثر كبح السلطات للتهريب، مما يمثل نجاحا جزئيا في الجهود الرامية إلى إنقاذ الاقتصاد.

وبلغ إنتاج الذهب لشركات الامتياز والعاملين في مجال التعدين التقليدي بالبلاد في الفترة الفاصلة بين يناير ويونيو الماضييْن حوالي 30 طنا مقارنة بنحو 15.6 طن في نفس الفترة من العام السابق بحجم عائدات بلغ نحو 86 مليون دولار.

وقال الصادق الحاج، رئيس التخطيط والأبحاث في الشركة السودانية للموارد المعدنية المملوكة للدولة في مقابلة مع وكالة بلومبرغ في الصيف الماضي، إن “القطاع يستهدف عوائد بنحو مئة مليار جنيه (230 مليون دولار) بنهاية العام الجاري”.

وعزا الحاج ارتفاع الإيرادات إلى الإجراءات المشددة التي فرضتها وزارة المعادن ومؤسسات الدولة الأخرى لمنع التجارة السوداء عبر الحدود.

وكان السودان قد أنتج ما يقدر بنحو 93 طنا من الذهب في 2018، وهو ما جعل البلد ثالث أكبر منتج في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا وغانا، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى